حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

مسيرات الموت

قرب انتهاء الحرب، في الوقت الذي كانت تنهار فيه قوات الجيش الألماني، اقتربت الجيوش الحليفة من محتشدات الاعتقال النازية. فقد جاء السوفيت من الشرق، وجاء البريطانيون والفرنسيون والأمريكان من الغرب. وبدأ الألمان بارتباك في نقل السجناء خارج المحتشدات بالقرب من الجبهة وأخذوهم لكي يستخدموهم كعمال سخرة في المحتشدات داخل ألمانيا. وتم نقل السجناء في البداية عن طريق القطار ثم عن طريق السير على الأقدام في "مسيرات الموت" كما أُطلق عليها
ألمانيا، الفترة ما بين 26 و30 أبريل عام 1945
صورة سرية، التقطها مدني ألماني، لسجناء محتشد اعتقال داخاو في مسيرة موت تتجه جنوبًا نحو قرية في الطريق إلى ولفراتشاوسين

فقد أُجبر السجناء على السير في مسيرات لمسافات طويلة في البرد القارس، مع قليل من الطعام أو الماء أو الراحة، وربما دون الحصول على أي من ذلك. وقد تعرض الذين لم يستطيعوا المواصلة للقتل بالرصاص. وحدثت أكبر مسيرات الموت في شتاء عام 1944-1945، عندما بدأ الجيش السوفيتي في تحريره لبولندا. وقبل تسعة أيام من وصول السوفيت إلى محتشد أوشفيتز، أجبر الألمان عشرات الآلاف من السجناء على السير في مسيرات خارج المحتشد نحو وودزيسلاو، وهي مدينة تبعد خمسة وثلاثين ميلاً، حيث تم وضعهم في قطارات الشحن لينتقلوا إلى محتشدات أخرى. ولقي حوالي الربع حتفهم في الطريق
أثناء فرارهم من تقدم الجيش السوفيتي، الألمان يضطرون للاتجاه غربًا ويدفعون هؤلاء السجناء من محتشد اعتقال شتوتهوف. بالقرب من دانسيج، يناير عام 1945.

وكان النازيون غالبًا يقتلون مجموعات كبيرة من السجناء قبل المسيرات، وفي أثنائها، وبعدها. ففي أثناء إحدى المسيرات، تم نقل 7000 سجين يهودي، 6000 منهم من النساء، من المحتشدات الموجودة في منطقة دانسيج التي يحدها من الشمال بحر البلطيق. وفي تلك المسيرة التي استغرقت عشرة أيام، قُتل 700 شخص. أما الذين ظلوا أحياء عندما وصلت المسيرات إلى شواطئ البحر، فقد تم جرهم إلى الماء ورميهم بالرصاص
مدنيون ألمان تحت مراقبة القوات الأمريكية العسكرية, يحفرون مقابرا لضحايا مسيرات الموت من محتشد بوخنوالد . ألمانيا. مايو 1945.

تواريخ هامة

18 يناير 1945
بداية منظومة مسيرات الموت من محتشد أوشفيتز


بدأت القوات الخاصة في إخلاء محتشد أوشفيتز والمحتشدات التابعة له. أُجبر ما يقرب من 60000 سجين على السير في مسيرات الموت من منظومة محتشد أوشفيتز. وتعرض الآلاف للقتل في الأيام التي سبقت مسيرات الموت. وأُجبر مئات الآلاف من السجناء، ومعظمهم من اليهود، على السير في مسيرات إلى مدينة وودزيسلاو في الجزء الغربي من سيليزيا العليا. وأعمل حراس القوات الخاصة الرصاص في السجناء الذين كانوا متأخرين أو الذين لم يستطيعوا مواصلة السير. ولقي أكثر من 15000 شخص حتفهم في مسيرات الموت من محتشد أوشفيتز. وفي مدينة وودويسلاو، تم وضع السجناء في قطارات شحن غير مدفأة وتم ترحيلهم إلى محتشدات الاعتقال في ألمانيا، وتحديدًا إلى محتشدات فلوسنبرج، وزاكسنهاوسن، وجروس-روزين، وبوخينفالد، وداخاو، وماوتهاوزن. وفي 27 يناير عام 1945، دخل الجيش السوفيتي إلى محتشد أوشفيتز وحرر السجناء القلائل الباقين

25 يناير عام 1945
عمليات الإجلاء ومسيرات الموت من محتشد الاعتقال شتوتهوف


بدأت عمليات إجلاء ما يقرب من 50000 سجين، غالبيتهم من اليهود، من منظومة محتشد شتوتهوف في شمال بولندا. وأُجبر حوالي 5000 سجين من محتشدات شتوتهوف الفرعية على السير في مسيرات إلى ساحل بحر البلطيق، وتم جرهم إلى الماء وقتلهم بالرشاشات الآلية. وتم وضع الآخرين في مسيرة موت إلى لوينبرج في شرق ألمانيا، حيث قطعت عليهم الطريق قوات سوفيتية متقدمة. فأجبر الألمان السجناء على العودة إلى محتشد شتوتهوف. وسقط الآلاف أمواتًا أثناء مسيرة الموت هذه، إثر السير في البرد القارس والمعاملة الوحشية من حراس القوات الخاصة. وفي نهاية أبريل عام 1945، تم إجلاء السجناء الباقين من محتشد شتوتهوف إلى البحر، إذ حاصرت القوات السوفيتية محتشد شتوتهوف بالكامل. ومرة أخرى، تم جر السجناء إلى الماء وقتلهم بالرصاص. لقد لقي أكثر من 25000 سجين، أي ما يعادل النصف، حتفهم أثناء عمليات الإجلاء من محتشد شتوتهوف. ودخلت القوات السوفيتية محتشد شتوتهوف في 9 مارس 1945

7 أبريل عام 1945
مسيرة الموت من محتشد اعتقال بوخينفالد

مع اقتراب القوات الأمريكية، بدأ النازيون في عمليات إجلاء جماعية للسجناء من محتشد اعتقال بوخينفالد والمحتشدات الفرعية التابعة له. وأُجبر حوالي 30000 سجين تقريبًا على السير في مسيرات الموت للفرار من القوات الأمريكية المتقدمة. ولقي حوالي ثلث هؤلاء السجناء حتفهم أثناء تلك المسيرات. وفي 11 أبريل عام 1945، سيطر السجناء الناجون على المحتشد، قبل أن تدخل القوات الأمريكية المحتشد في نفس اليوم

26 أبريل عام 1945
مسيرة الموت من محتشد اعتقال داخاو


قبل ثلاثة أيام فقط من تحرير محتشد داخاو، أجبرت القوات الخاصة ما يقرب من 7000 سجين على السير في مسيرة موت من محتشد داخاو جنوبًا حتى تيجرينسي. وفي أثناء تلك المسيرة التي استغرقت ستة أيام، تم قتل أي شخص لم يستطع الصمود أو مواصلة السير. ولقي كثير من الآخرين حتفهم إثر العوامل الجوية، أو الجوع، أو الإعياء. وقد حررت القوات الأمريكية محتشد اعتقال داخاو في 29 أبريل عام 1945. وفي أوائل مايو عام 1945، حرر الجنود الأمريكان السجناء الناجين من مسيرة الموت المتجهة إلى تيجرينسي
شهادة مصورة

فريتزي وايس فريتزشال

ولدت في: 1929, كلوكاركي، تشيكوسلوفاكيا

وصفت مسيرة الموت من أوشفيتز في حديث صحفي: 1990




نص الحديث

علمنا أنها كانت الأيام الأخيرة من الحرب، علمنا ذلك بسبب التفجيرات وعلمنا بسبب الطريقة التي كان يدفعنا ويجذبنها بها الجنود الألمان بالفعل وتفريغ المحتشدات وغير ذلك. أخذونا جميعًا ووضعونا معًا، كل الأفراد من المحتشدات، وجعلونا نسير خلال مدن وخلال حقول. لم يعرفوا أين يضعونا بعد ذلك ولم يعرفوا ماذا يفعلون بنا ولا يوجد طعام لأن الألمان كانوا يخسرون الحرب. وفي الكثير من الأحوال، أثناء سيرنا عبر مدينة ما، كانت تفتح نافذة ويفتح مصراع الباب ويطير منه بطاطس أو رغيف من الخبز ثم يقفل مصراع الباب بعد ذلك. وكنا جميعًا ننقض على البطاطس أو على أي قطعة من الطعام مهما كانت. وبالطبع كانوا يطلقون النار علينا، ولكننا لم نكن نهتم عند هذه النقطة لأننا كنا جائعين. وكانت الشوارع مغطاة بالفعل بالجثث ونحن نسير. وكنا نعبر فوق الجثث، جثة بعد جثة بعد جثة، الأفراد الذين كانوا يسقطون أموتًا من الجوع ومن المرض ومن الإسهال، لأنهم ليس لديهم القوة أو لأنهم استسلموا.
هاجر والد فريتزي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بحلول الوقت الذي كان يستطيع أن يحضر أسرته هنالك، اندلعت الحرب وكانت والدة فريتزي تخاف من الهجمات التي تقع على السفن المارة عبر الأطلسي. وقد تم إرسال فريتزي ووالدتها وشقيقيها في النهاية إلى محتشد أوشفيتز. وقد توفيت والدتها وشقيقاها. بينما نجت فريتزي من الموت لأنها تظاهرت أنها أكبر من سنها وبهذا تكون عاملة أكثر قوة. وفي إحدى مسيرات الموت من محتشد أوشفيتز، قامت فريتزي بالركض داخل إحدى الغابات، بينما تم إطلاق سراحها بعد ذلك.

ليلي أبلباوم مالنيك

ولدت في: 1928, أنتفرب, بلجيكا
تصفت مسيرات الموت من أوشفيتز إلى برغن بلزن في حديث صحفي: 1990


نص الحديث

سمعنا بأننا سوف نقوم بإخلاء محتشد أوشفيتز. ولكن لمذا سنقوم نحن بإخلاء أوشفيتز؟ لأن الروس اقتربوا منا. فخرجنا من محتشد أوشفيتز وبدأنا نسير, لا أذكر كم من مدة كنا نسير. سرنا ثم أخذنا عربات الماشيات وواصلنا في السير وسمعنا الرصاص وأمرونا بالسير. كانوا يقتلون السجناء في الخلف الذين لم يقدروا على السير. فسمينا هذه المسيرات بمسيرات الموت بسبب الأنهار والمجار التي احمرّت من دمائنا. تحدث البعض باللغة البولندية وسرنا عبر بولندا, والبعض الذي فكر في الهرب وحاول البعض الهرب. وتعب الكثير من الناس من السير, فألقوا رباطهم وواصلوا في السير حتى تعبوا وسقطوا فقتلهم الألمان رميا بالرصاص. رأينا الجثث في كل مكان, فوق الجبال وخلف الأشجار, وكأننا في منطقة حرب. وهكذا وصلنا إلى محتشد يُسمى برغن بلزن
احتلت ألمانيا بلجيكا في مايو 1940. بعدما قبض الألمان على والدتها وشقيقتها وشقيقها, اختقت ليلي وتمكنت بمساعدة أصدقائها وأهلها من إخفاء هويتها اليهودية لمدة سنتين. ولكن تم خيانتها من قبل بلجيكيين سنة 1944, فنُقلت إلى محتشد أوشفيتز بيركيناو عبر محتشد ميخيلن. بعد مسيرات الموت من محتشد أوشفيتز تم تحرير ليلي بمحتشد بيرغن بلزن من قبل القوات البريطانية

ستيفن سبرنجفيلد

ولدت في: 1923, ريجا، لاتفيا
وصف مسيرة الموت لعام 1945 من منظومة محتشد شتوتهوف (محتشد بورجرابن) في حديث صحفي: 1990




نص الحديث

لقد صدرت الأوامر، وسنغادر لأن الروس كانوا
يقتربون بشدة. وكان هذا في شتاء عام 1944-45. وكان
الطقس باردًا...باردًا للغاية. وكنا مدفوعين سيرًا على الأقدام،
خلال الريف الألماني. لقد كان الطقس باردًا. بل كان جليدًا. واستطاع
أخي السير بشق الأنفس. وساعدته قدر استطاعتي. وأصبح
الوضع مزريًا للغاية، حتى أنه توسل إلي لأتركه يرحل. وقال: "لا تساعدني،"
"اتركني أموت. إنني...إنني لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك حقًا.
أريد...أريد أن أموت. اتركني هنا". ولكن كان...كان واضحًا أن اللحظة
التي سأتركه فيها، سيموت رميًا بالرصاص في الحال، لأنه
كان يتم قتل أي شخص لا يستطيع مواصلة المسيرة في الحال.
إذا كنت ستسير على الطريق، يمكنك رؤية الجثث بطول الطريق لأنها
كانت مسيرة موت حقيقية. ولكني لم أستطع الاستسلام فحسب. لم
أستطع إسقاط أخي. فحملته. وجررته. وظللت
أتحدث إليه. وكنت أقول له: "إننا لسنا بعيدين عن النجاة.
لا يمكنك الاستسلام الآن. لا يمكنك الاستسلام الآن!" بأية حال، لقد كنت قادرًا
بطريقة ما على حمله إلى المحتشد التالي، وكان مكانًا يسمى
جوتيندورف في شرق بوميرانيا.

احتل الألمان ريجا عام 1941، واحتجزوا اليهود في حي يهودي. وفي نهايات عام 1941، تعرض حوالي 28000 يهودي للذبح في غابة رومبولا. وتم إرسال ستيفن وأخاه إلى حي يهودي صغير للرجال أقوياء البنية. وفي عام 1943، تم ترحيل ستيفن إلى محتشد قيصروالد، ثم أُرسل إلى محتشد عمل مجاور. وفي عام 1944، تم نقله إلى محتشد شتوتهوف وبعد ذلك تم إجباره على العمل في إحدى شركات بناء السفن. وفي عام 1945، نجا ستيفن وأخوه من مسيرة للموت وتم تحريرهما من قبل القوات السوفيتية.

قصص شخصية

توماس بورجينثال

ولدت في: 11 مايو عام 1934, لوبوشنا، تشيكوسلوفاكيا


في عام 1933، وبعد تولي هتلر والحزب النازي الحكم بفترة قصيرة، انتقل والدا توماس اليهوديان من ألمانيا إلى تشيكوسلوفاكيا. وكان والد توماس يعمل كصاحب مصرف في ألمانيا، ثم اشترى فندقًا صغيرًا في بلدة سلوفاكية هي لوبوشنا. وانتقل العديد من أصدقاء والده في ألمانيا إلى تشيكوسلوفكيا هربًا من سياسات الحكومة النازية غير العادلة ومكثوا في الفندق.
1933-39: واستولى الجنود السلوفاك ممن انحازوا لهتلر، على الفندق في أواخر عام 1938. فهربنا إلى زيلينا، وهي مدينة مجاورة، وعشنا هناك حتى بلغت الخامسة، ثم بعد ذلك، أخذنا والدنا عبر الحدود إلى بولندا. وفي 1 سبتمبر عام 1939، ركبنا قطارًا متجهين إلى القارب الذي سيأخذنا إلى إنجلترا. ولكن الجيش الألماني غزا بولندا في ذلك اليوم وتم تفجير قطارنا. فانضممنا للاجئين الآخرين، وسرنا شمالاً إلى كيلسي.
1940-45: وفي كيلسي وُضعنا في حي يهودي ثم بعد ذلك في محتشد عمل. وتم ترحيلي في عام 1944، إلى محتشد أوشفيتز مع والديّ. وكنا وقتها في يناير عام 1945، وقد أجبر الجيش السوفيتي المتقدم الألمان على إخلاء المحتشد. وأُجبرنا على السير في مسيرات، وكان الأطفال في المقدمة. وكان اليوم الأول عبارة عن سير متواصل لمدة 10 ساعات وكان مرهقًا، فبدأنا في التباطؤ. وتم إطلاق الرصاص على المتخلفين، فاخترعت أنا واثنين من الصبية طريقة تجعلنا نأخذ قسطًا من الراحة أثناء سيرنا: فقررنا أن نجري إلى مقدمة الطابور، ثم بعد ذلك نسير ببطء أو نتوقف حتى تصل إلينا مؤخرة الطابور. ثم بعد ذلك، نجري إلى الأمام مرة أخرى.
وكان توماس واحدًا من ثلاثة أطفال نجوا من مسيرة الموت التي استغرقت ثلاثة أيام. وتم ترحيله إلى زاكسنهاوزن، حيث حررته القوات السوفيتية في إبريل عام 1945.

بينشاس جيرزونوفيتش

ولد في: 21 يناير، 1921, ميتشو، بولندا


ولد بينشاس في أسرة كبيرة تعيش في بلدة في ميتشو في جنوب وسط بولندا. وكان والده يعمل ميكانيكيًا وحدادًا. وقد قضى بينشاس أيامًا طويلة في الدراسة، إما في تعلم اللغة العبرية في المدرسة اليهودية أو في تعلم مواد عامة في المدرسة العامة. وقد انتمى إلى منظمة الشباب الصهيوني، "هاشومر هاتزائير"، كما كان يلعب كجناح أيسر في فريق كرة قدم يهودي.
1933-39: وفي سن الثالثة عشرة، تركت المدرسة وبدأت العمل كصبي ميكانيكي وحداد في متجر مقاول بناء. وعندما غزا الجيش الألماني بولندا في عام 1939، قرر والدي أن أخي الأكبر، هيرشل وأنا يجب علينا الفرار إلى الجزء الذي يحتله السوفيت من بولندا. وقد كنا نمشي سيرًا على الأقدام، ولكن الكتيبة الألمانية المزودة بالمركبات كانت سبقتنا بنحو 150 ميلاً شرق ميتشو. ولم يكن هناك شيء آخر للقيام به إلا العودة إلى الوطن.
1940-44: وقد قمت بتصليح عربات لصالح الألمان في ميتشو وفيما بعد، في قاعدة كراكاو الجوية الخاصة بهم. وفي يوليو عام 1943، تم ترحيلي إلى ضاحية بلاف زوف بكراكاو، عندما أنشأ النازيون محتشد عمل فوق مقبرة يهودية قديمة جدًا. وهناك، عملت كميكانيكي وحداد مع والدي. وكنت كل يوم أرى اليهود يُطلق النار عليهم على يد حراس القوات الخاصة أو تنهشهم الكلاب حتى الموت. فدائمًا ما كان بحوزة قائد المحتشد، جوبث، كلبان كبيران. وكان كل ما يجب أن يقوله هو "أحضروا شخصًا ما!" ولم أعرف أبدًا إذا كانت آخر دقيقة لي قد اقتربت أم لا.
وتم ترحيل بينشاس إلى أوشفيتز في بداية عام 1945. وقد كان واحدًا من القلة الناجين من مسيرة الموت التي استمرت أسبوعين، حيث تم إطلاق سراحه بجانب محتشد داخاو في أبريل. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1948.

ليلي أبل باوم مالنيك

ولدت في: 5 نوفمبر، 1928, أنتويرب، بلجيكا


انفصل والدا ليلي قبل مولدها. وكانت والدتها، التي انتقلت إلى بروكسل لتدير ورشة صغيرة تصنع معاطف واقية من المطر، غير قادرة على تنشئة أطفالها الثلاثة بمفردها. وظلت ليلي، الطفلة الصغرى، في أنتويرب ونشأت على يد أجدادها في شقة في منطقة يهودية بالقرب من مقاطعة دياموند الواقعة في وسط أنتويرب.
1933-39: وكان جدي صانع أحذية، وكان يعمل خارج شقتنا. وكانت الزبائن تأتي إلى بيتنا ليتم أخذ مقاس أقدامهم. ولأننا كنا فقراء، كان يجب علي أن أذهب إلى مدرسة عامة بدلاً من المدرسة اليهودية الخاصة. وعندما توفيت جدتي في عام 1939، ذهبت إلى بروكسل للعيش مع والدتي. وبعد المدرسة، كنت أساعدها على تجميع المعاطف الواقية من المطر في الورشة. وهاجمت ألمانيا من ناحية الغرب في 10 مايو، 1940. وفي يوم الجمعة، 17 مايو، 1940، دخل الجيش الألماني بروكسل.
1940-44: وتم ترحيلي إلى محتشد أوشفيتز في عام 1944، لقد كنت محظوظة للعمل في مطبخ المحتشد. ووصلت مجموعة من النساء اليهوديات المجريات والأطفال الذين كانوا يتضورون جوعًا -- وهم الذين كان سيتم قتلهم في اليوم التالي، لذلك لم يتم إطعامهم هذه الليلة. وقررت أن أسرق البطاطس وأتسلل بها إلى ثكناتهم. وبمجرد أن قمت بتهريب الطعام في الظلام، بدأت الفوضى. فجأة، أشعلت الأنوار. وثارت قائدة الثكنات، قائلة: "يمكنني اتهامك! يمكن أن يتم إطلاق النار عليك!" صرخت في وجهي قائلة ذلك. ثم أضافت بهدوء، "عودي إلى ثكناتك." وفي اليوم التالي، تم قتل المجريين بالغاز.
ونجحت ليلي في النجاة من مسيرة إجبارية إلى محتشد بيرجن بيلسن، حيث تم تحريرها في 15 أبريل، 1945. وعادت إلى بروكسل قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة في 1946.

آثار تاريخية


معلقات يهودية وجدت على أحد ضحايا مسيرة الموت


مجموعة تمائم في حقيبة مطرزة. التميمة هي عبارة عن أشياء شعائرية يرتديها رجال الدين اليهود أثناء الصلوات الصباحية في أيام الأسبوع. وقد وُجدت هذه المجموعة على جثة أحد ضحايا مسيرة الموت، والتي دفنت بالقرب من "ريجينسبرخ" بألمانيا.




خريطة




أهم عمليات الإجلاء ومسيرات الموت، 1944-1945




في كانون الثاني/يناير 1945، كانت دولة الرايخ الثالث تقف على حافة الهزيمة العسكرية. فعند وصول قوات الحلفاء إلى محتشدات النازيين، قامت القوات الخاصة الألمانية(SS) بتنظيم مسيرات موت لسجناء محتشدات الاعتقال، وذلك للحفاظ بشكل جزئي على عدم وقوع عدد كبير من السجناء في أيدي الحلفاء. والمصطلح "مسيرة موت" ربما يكون، سجناء محتشدات الاعتقال هم من قاموا بصياغته. حيث يشير هذا المصطلح إلى المسيرات الإجبارية لسجناء محتشدات الاعتقال لمسافات طويلة تحت حراسة مشددة وظروف غاية في القسوة وأثناء مسيرات الموت، قام حراس القوات الخاصة الألمانية(SS) بممارسات وحشية ضد السجناء وأيضًا قاموا بقتلهم. وقد انطلقت أضخم مسيرات الموت من محتشدي "أوشفيتز" و"شتوتهوف".


المصدرالهولوكوست