حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

الناجون

كان من المستحيل على الناجين العودة للحياة التي كانوا عليها قبل الهولوكوست. فلم يعد للمجتمعات اليهودية وجود في أماكن كثيرة من أوروبا. وعندما كان يحاول الشخص العودة إلى منزله بعد العودة من المحتشدات أو أماكن الاختباء، كانوا يجدون أنها، في أغلب الأحوال، قد تم سلبها واستولى آخرون عليها



زايلشايم، ألمانيا، عام 1945

منظر محتشد زايلشايم للمرحلين
كما كانت العودة للمنازل أمر يشوبه الخطر كذلك. وبعد الحرب، اندلعت أعمال شغب معادية لليهود في العديد من المدن البولندية. وحدثت أكبر مذبحة معادية لليهود في يوليو عام 1946 في كيلسي، وهي مدينة في الجنوب الشرقي من بولندا. وعندما رجع 150 يهودي إلى المدينة، خاف الأشخاص الذين يعيشون هناك من أن يعود المئات بعدهم للمطالبة بمنازلهم ومتعلقاتهم. وظهرت من جديد الأساطير القديمة المعادية للسامية، مثل شعائر اليهود لقتل المسيحيين. وبعد انتشار شائعة أن اليهود قد قتلوا صبيًا بولنديًا لاستخدام دمه في شعائر يهودية، هاجمت الجماهير مجموعة الناجين. وقتل المشاغبون 41 شخصًا وجرحوا 50 آخرين. ثم انتشرت أخبار مذبحة كيلسي بسرعة هائلة، وبذلك أيقن اليهود أنهم ليس لهم مستقبل في بولندا



فتاة في مركز الأطفال بدير إندرسدورف تم تصويرها وهي تحاول المساعدة في التعرف على بعض أقاربها الناجين. وقد تم نشر هذه الصور الخاصة بالأطفال اليهود وغير اليهود في الصحف لتسهيل عملية جمع شملهم بعائلاتهم. ألمانيا، بعد شهر أيار/مايو من عام 1945.
وانتهى الأمر بالعديد من الناجين بدخول محتشدات إيواء المشردين الواقعة في غرب أوروبا تحت حكم قوات الاحتلال العسكرية للحلفاء في المواقع السابقة لمحتشدات الاعتقال. وكانوا ينتظرون هناك السماح لهم بالذهاب لدول مثل الولايات المتحدة أو جنوب إفريقيا أو فلسطين. وفي بادئ الأمر، استمرت العديد من الدول في سياسات التهجير القديمة، والتي تحد بشكل كبير من عدد اللاجئين الذين تقبلهم. أما الحكومة البريطانية التي كانت تحكم فلسطين، فرفضت السماح بدخول أعداد كبيرة من اليهود. فحاول العديد من اليهود دخول فلسطين بدون أوراق قانونية، وعندما تم الإمساك بهم وُضعوا في محتشدات في جزيرة قبرص، في حين تم ترحيل آخرين مرة أخرى إلى ألمانيا. فأضافت المعاملة المخزية للاجئين اليهود من بريطانيا العظمى ضغوطًا دولية لإيجاد وطن للشعب اليهودي. وفي نهاية الأمر، قامت الأمم المتحدة بالتصويت على تقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة لليهود وأخرى للعرب. وفي أوائل عام 1948، بدأ البريطانيون في الانسحاب من فلسطين. وفي 14 مايو عام 1948، أعلن أحد الأصوات القائدة التي كانت تنادي بوجود وطن لليهود، وهو ديفيد بن جوريون، عن تأسيس دولة إسرائيل. وبعد هذا، رست سفن اللاجئين اليهودية بحرّية في المواني البحرية للدولة الجديدة. كما غيرت الولايات المتحدة سياستها الخاصة بالهجرة إذ سمحت لعدد أكبر من اللاجئين اليهود بالدخول



سفينة اللاجئين اليهود "بان-يورك" تحمل مواطنين جددًا إلى دولة إسرائيل التي تمت إقامتها حديثًا، ترسو في حيفا. أبحرت السفينة من أوروبا الجنوبية إلى إسرائيل، عبر جزيرة قبرص. حيفا، إسرائيل، 9 يوليو، عام 1948.
وعلى الرغم من تمكن العديد من الناجين اليهود من بناء حياة جديدة في وطنهم المختار، استمرت مضايقة العديد من ضحايا السياسات النازية من غير اليهود في ألمانيا. فقد ظلت القوانين التي تنادي بالتمييز ضد الرومانيين (الغجر) فاعلة حتى عام 1970 في أجزاء من الدولة. كما ظلت القوانين المستخدمة في سجن المثليين في ألمانيا النازية فاعلة حتى عام 1969



حشود مجتمعة في شوارع تل أبيب يحتفلون بالذكرى السنوية لإقامة دولة إسرائيل مع موكب للاحتفال بيوم الاستقلال. تل أبيب، إسرائيل، مايو 1949.

تواريخ هامة

3 أغسطس عام 1945
هاريسون يصدر تقريرًا بشأن اليهود في ألمانيا


ترأس المبعوث الخاص للولايات المتحدة آرل هاريسون وفدًا إلى محتشدات المرحّلين في ألمانيا. فبعد الحرب العالمية الثانية، لم يتمكن مئات الآلاف من اليهود الناجين من العودة لموطنهم الأصلي وظلوا في ألمانيا أو استراليا أو إيطاليا. وأنشأت قوات الحلفاء محتشدات للأشخاص المرحلين من أجل اللاجئين. فقد فضل معظم اليهود المرحلين الهجرة إلى فلسطين ولكن هناك أيضًا العديد منهم ممن سعى للذهاب إلى الولايات المتحدة. وقرروا البقاء في محتشدات المرحلين حتى يتسنى لهم مغادرة أوروبا. ويشير تقرير هاريسون إلى الحالة المزرية لليهود المرحلين ويدعو إلى ظروف محسنة في المحتشدات. وفي نهاية عام 1946، تم تقدير عدد اليهود المرحلين إلى حوالي 250000 يهودي

11 يوليو عام 1947
سفينة اللاجئين تبحر إلى فلسطين برغم القيود البريطانية

سعى العديد من المرحلين اليهود للهجرة إلى فلسطين على الرغم من القيود البريطانية على الهجرة. (ففي عام 1920، تلقت بريطانيا العظمى انتدابًا من عصبة الأمم لإدارة فلسطين، وأدارت المنطقة حتى عام 1948). وعلى الرغم من القيود، غادرت سفينة اللاجئينإكسودس جنوب فرنسا لتصل إلى فلسطين، وعلى متنها 4500 لاجئًا يهوديًا من محتشدات المرحلين في ألمانيا. واعترض البريطانيون السفينة حتى قبل دخولها إلى المياه الإقليمية تجاه ساحل فلسطين. وأُجبر الركاب على الانتقال إلى السفن البريطانية وترحيلهم مرة أخرى لموانيهم الأصلية في فرنسا. ولمدة تقارب الشهر، احتجزت بريطانيا اللاجئين على متن السفينة، في مرفأ قرب الساحل الفرنسي. وقد رفض الفرنسيون طلب البريطانيين لإدخال الركاب. وفي نهاية المطاف، أخذ البريطانيون اللاجئين إلى هامبورج بألمانيا وأعادوهم إجباريًا إلى محتشدات المرحلين. وقد ضخم مصير سفينة اللاجئين إكسودس من سوء حالة الناجين من الهولوكوست في محتشدات المرحلين وزيادة الضغط الدولي على بريطانيا العظمى للسماح بالهجرة المجانية لليهود إلى فلسطين

29 نوفمبر عام 1947
الأمم المتحدة تصوّت على تقسيم فلسطين


في جلسة خاصة، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقسيم فلسطين إلى دولتين جديدتين، دولة يهودية وأخرى عربية. وبعد أقل من ستة أشهر، وتحديدًا في 14 مايو عام 1948، أعلن القائد الصهيوني الشهير ديفيد بين جوريون تأسيس دولة إسرائيل، كما أعلن عن أن هجرة اليهود إلى الدولة الجديدة أصبحت غير مقيدة. وفي الفترة ما بين عام 1948 إلى عام 1951، هاجر حوالي 700000 يهودي إلى إسرائيل كان أكثر من ثلثيهم يهود مرحلون من أوروبا. وتم الترحيب بالناجين من الهولوكوست، وركاب سفينة إكسودس، والمرحلين من وسط أوربا، والمحتجزين اليهود من محتشدات الاحتجاز البريطانية في قبرص في أرض الوطن اليهودي
شهادة مصورة
نوربيرت وولهايم
ولد في: 1913, برلين، ألمانيا

وصف التحرير في شويرين، في شمال شرق ألمانيا، في مايو عام 1945 في حديث صحفي: 1992



نص الحديث

أتذكر ذلك جيدًا، جيدًا، ذلك الصباح، يوم 3 مايو هذا، عام 1945، عندما رأينا العلم الأمريكي مرفوعًا آه، آه، آه، في ...معلقًا من الأشجار في الغابة بالقرب من شويرين، ثم أدركنا أننا ولدنا من جديد فقط، وأصبح لدينا فرصة جديدة للحياة. آه، أتذكر، آه، نحن، عانقنا بعضنا الآخر. كنت في مجموعة صغيرة من، آه، الأفراد، و، وكنا نضحك، ونبكي، و، كان شعورًا بالراحة، آه، آه، مروعًا، ولكن أيضًا شعورًا مرهقًا لأننا أدركنا أن، آه، اللحظة التي ننتظرها من أعوام وأعوام هذه، لن نستطيع أن نتشارك فيها مع، آه، من يستحقون أن نتشاركها معهم--مع عائلاتنا. وأدركنا أيضًا شيئًا آخر، خاصة، آه، آه، اليهود المضطهدين--لم يكن لدينا بيت نذهب إليه. كنت أعلم بشكل شخصي أن العودة إلى برلين ستكون بلا أمل. لم أجد أي شخص بعد الآن. وكنت، آه، لذلك، مضطرًا للاستقرار في حياة مؤقتة معينة في مكان ما آخر. أدركت أنني لن أبقى في ألمانيا، لأن ألمانيا كانت بالنسبة إلي مقبرة كبيرة. ولذلك، آه، كان، كان، كان، كان الأمر خاصًا--وهذا هو الموقف المحدد بالنسبة، بالنسبة للناجين، بالنسبة للناجين اليهوديين. كان العالم يحتفل، أتذكر كيف كان الرجال الفرنسيون مهللين بيننا عندما رأوا العلم ثلاثي الألوان لفرنسا معلقًا من، آه، من الأسقف في شويرين، وكانوا يرقصون. لم نستطع أن نرقص. لم يكن لدينا الحق لنرقص. لذلك، كانت هذه هي لحظة، لحظة، السعادة الغامرة، ولكنها أيضًا كانت لحظة الحزن الغامر.
درس نوربيرت القانون وكان عاملاً اجتماعيًا في برلين. وقد عمل في برنامج نقل الأطفال، حيث كان يقوم بترتيب إرسال الأطفال اليهود من أوروبا إلى بريطانيا العظمى. وقد تم ترحيل أبويه، اللذين عاشا أيضًا في برلين، في ديسمبر عام 1942. ثم تم ترحيل نوربيرت وزوجته وطفليهما إلى أوشفيتز في مارس 1943. وتم فصله عن زوجته وطفله، وتم إرساله إلى أعمال محتشد بونا بالقرب من أوشفيتز 3 (مونوفيتز) للعمل في السخرة. وقد نجا نوربيرت من محتشد أوشفيتز، وتم إطلاق سراحه من قبل القوات الأمريكية في ألمانيا في مايو عام 1945.

موراي بانتيرير

ولد في: 1925, كراكاو، بولندا
يصف المناخ المعادي للسامية الذي كان سائدًا في كراكاو في فترة ما بعد الحرب في حديث صحفي: 1990



نص الحديث

أتيت إلى كراكاو، ودخلت إلى شقتي، وأخبرت السيدة التي كانت هناك على الفور، "أنا لا أريد أي شيء من هذه الشقة مطلقًا". لقد كان كل ما بهذه الشقة ملك لنا. ولكني لم أكن اهتم بذلك. "أنا أريد فقط أن أكتب ملاحظة صغيرة. إذا كان أي من أفراد أسرتي قد نجا بأعجوبة، فأنا الابن الثاني لليزير بانتيرير -وأنا لازلت على قيد الحياة. وأنا أسجل أسمي في الجالية اليهودية في كراكاو. أنا لا أعلم أين سأكون، ولكني...." وقد قالت لي هذه السيدة، "فلتجلس، تناول كوبًا من الشاي". وقد أرسلت ولدها إلى الميليشيا. وقد جاءت قوات الميليشيا وقالوا لي، "لماذا جئت إلى هنا حتى تتسبب في المشاكل؟" فأجبته قائلاً، "أي مشاكل تسببت فيها؟" أنا أريد فقط أن أكتب عنواني ورقم الشقة وأريد أن أكتب اسمي." وبعد ذلك، كما أخبرتك، اشترينا بعض الأشياء، وبدأنا في بيعها في الشارع، فكان الناس إما أن يقولون "My nie kupujemu u zydov! وهي تعني – نحن لا نشتري بضائع من يهودي،" أو يقولون، "انظروا، يدعون أن الألمان قتلوهم. وانظروا كم هم كثيرون." وهكذا كنت بين آلاف الأشخاص، كان هناك ولدين يهوديين أو ثلاثة يحاولون استبدال الأشياء التي معهم في مقابل الأشياء التي كانوا يحتاجون إليها لتغطية احتياجات الحياة الأساسية. لم يكن لديهم الرغبة في وجودنا. وقد كانوا يصرخون في أذني باستمرار قائلين، "Zydy do Palestuny – أيها اليهودي، اذهب إلى فلسطين."
قام الألمان باحتلال كراكاو في عام 1939. وقد تم احتجاز أسرة موراي في حي اليهود في كراكاو مع بقية السكان اليهود في المدينة. وفي عام 1942، تم ترحيل موراي وأحد أشقائه لأداء أعمال السخرة الإجبارية في محتشد "بلاس زوف" القريب. وفي أيار/مايو عام 1944، تم نقل شقيقه إلى محتشد "أوشفيتز"، بينما تم إرسال موراي إلى محتشد "جروس روزين" في ألمانيا. وقد تم نقل موراي بعد ذلك إلى "بروينليتز"، في سوديتينلاند، لأداء أعمال السخرة الإجبارية لصالح رجل الصناعة الألماني أوسكار شيندلر. وقد كان شيندلر يساعد اليهود الذين يعملون لديه على تحمل ويلات الحرب. وقد تم إطلاق سراح موراي في عام 1945.

توماسز (تويفي) بلات

ولد/ت في: 1927, إتسبيكا، بولندا
يصف عمليات القتل بالغاز في محتشد الإبادة "سوبيبور" في حديث صحفي: 1990



نص الحديث

إني متأكد أنهم عندما كانوا داخل غرف الغاز، لم يصدقوا أعينهم. وعندما وصلت أول كمية من الغاز إلى الغرفة، من المحتمل أنهم لم يفهموا ما كان يحدث لهم بالضبط. بعد أن انتهيت من قص شعري، أخبرونا أن نخرج، وعندما كنا لا نزال في طريقنا للعودة إلى...إلى المحتشد الذي كانت المباني الخاصة بنا توجد به حيث سمعت صوت المحرك بالفعل، كان محرك الغاز يعمل ويصدر عنه صوت ...مرتفع، وأنت تعلم الصوت المزعج الذي ينتج عن محرك الغاز. لقد بدأوا في...وكان صوتهم مرتفع جدًا أشبه بصرخة "آه...،" كان صوتهم مرتفعًا جدًا، حتى أنه كان أكثر ارتفاعًا من المحرك. لقد كان لديهم محرك كبير هناك. وبعد ذلك بحوالي 15 دقيقة انخفض الصوت...وظل ينخفض حتى ساد الهدوء. وكان هذا هو محتشد "سوبيبور".
ولد توماسز لأسرة يهودية في إتسبيكا. وبعدما بدأت الحرب في أيلول/سبتمبر 1939، قام الألمان بإنشاء حي اليهود في إيتسبيكا. وكان عمل توماسز في أحد الجراجات في البداية مصدر حماية له من عمليات التجميع التي كانت تتم داخل حي اليهود. وفي عام 1942 حاول توماسز الهروب إلى المجر، باستخدام أوراق مزيفة. وقد تم إلقاء القبض عليه غير أنه تمكن من الرجوع إلى إيتسبيكا. وفي نيسان/أبريل عام 1943 تم ترحيله هو وأسرته إلى محتشد "سوبيبور". وقد هرب تومساسز أثناء ثورة محتشد "سوبيبور". وذهب للاختباء وكان يعمل كجاسوس في الحركة السرية البولندية.

قصص شخصية


جاكوب فاسيرمان

ولد في: 28 فبراير، 1926, كراكاو، بولندا



كان جاكوب الابن الأكبر من بين ثلاثة أبناء ولدوا لأبوين يهوديين متدينين في مدينة كراكاو. وكان أبوه تاجرًا للدقيق. وكانت عائلة فاسيرمان تقضي إجازات الصيف بالقرب من بروسزويش في مزرعة لجدهم، الذي كان يدير مطحنًا للدقيق هو الآخر.
1933-39: في مارس عام 1939، وعندما كان عمري 13 عامًا، احتفلت بحفلة بلوغي سن المسؤولية الدينية. ذلك الصيف، قضينا العطلة كالمعتاد في مزرعة جدي. ثم عدنا إلى كابوس. فقد تم احتلال كراكاو من قبل الألمان في 6 سبتمبر. ولم يكن يسمح لليهود بالسير على أرصفة المشاة أو بركوب عربات الترام أو حتى بامتلاك أجهزة الراديو. كنا نخاف حتى أن نسير في الشوارع حيث إن اليهود كان يتم خطفهم غالبًا وضربهم.
1940-45: وفي عام 1940، عدنا إلى المزرعة. وفي الصباح الباكر في يوم سبت، تم تجميع اليهود في المنطقة. وتم تسييرنا إلى بروسزويش عندما أومأ لي رجل بوليس بولندي--وجثتان بجانبه--مطالبًا إياي بأن أخبره لماذا لم أكن ألقي عليه تحية الصباح. وبمجرد أن اقتربت قام بحشو بندقيته وصوبها إلي. ولكن بمجرد أن مررت، ضربني بماسورة البندقية، وحطم أنفي وفكي. فررت وخرجت من الطابور، أطلق رجل البوليس الرصاص على شخص آخر بدلاً مني. وبعد مرور أربعة أيام تم ترحيلي أنا وأبي إلى محتشد بروكوكيم.
وقضى جاكوب بقية الحرب في محتشدات العمل. وفي عام 1947، حاول الهجرة بطريقة غير قانونية إلى فلسطين، ولكنه احتجز في قبرص من قبل البريطانيين. واستقر في إسرائيل في عام 1948.

بنيامين بورنستين

ولد/ت في: 30 أبريل، 1930, لودز، بولندا



ولد بنيامين وأخوه الأصغر زيجموش لأبوين يهوديين في مدينة لودز الصناعية. وكانت مدينة لودز ثاني أكبر مدينة في بولندا قبل الحرب، وكان ثلث سكانها من اليهود. وكان والد بينيامين، موشيه، يمتلك مصنعًا للشموع، وكانت والدته، برونا، ممرضة.
1933-39: وفي عام 1939، عندما التحقت بالصف الثالث، قام الألمان باحتلال لودز. وكان اليهود ممنوعين من ركوب الحافلات، وأمرنا بارتداء نجوم صفراء. ولأن الألمان أحيانًا كانوا ينتزعون اليهود من الشوارع للعمل بالسخرة، فقد كان أبي لا يترك المنزل. وأصبحت أنا "رسول" عائلتي، حيث كنت أقوم بالمهام مع ابن مدبرة المنزل. وعشت أنا وهو في عوالم مختلفة قبل الحرب -- والآن أصبحنا معًا بصفة يومية.
1940-44: وعندما تم إغلاق حي لودز اليهودي في أبريل 1940، نجحت في تهريب كل ما استطعت من بضائع من منزلنا القديم إلى مسكننا الجديد في الحي اليهودي. ثم في عام 1944، عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، تم تجميع عائلتي وحملوهم على عربات مواشي في واحدة من عمليات النقل الأخيرة التي تمت من حي اليهود. ورأيت رسالة كتبت بالدماء على الحائط، حيث كنت أنا من بين الأوائل الذين استقلوا السيارة: "وصلنا إلى أوشفيتز، وهنا قاموا بالقضاء علينا!" واختفت الرسالة عندما امتلأت العربة، لكن الآن لم يعد عندي أدنى شك بخصوص المكان المقصود.
وتم ترحيل بنيامين إلى أوشفيتز، وفيما بعد إلى محتشد عمل بالسخرة في هانوفر، بألمانيا. وبعد الحرب، وعندما وصل إلى سن السادسة عشرة، هاجر إلى فلسطين مع مجموعة من الأيتام.

إيمانويل (ماني) مانديل

ولد/ت في: 8 مايو، 1936, ريجا، لاتفيا



ولد ماني لعائلة يهودية متدينة في مدينة ريجا الساحلية، في لاتفيا. وبعد مولد مالي بفترة قصيرة، قبل والده وظيفة كواحد من قادة جوقة الترتيل الأربعة في بودابست وعادت الأسرة إلى المجر، حيث عاشوا هناك قبل عام 1933. وتم تسكين والد ماني في المعبد اليهودي الشهير في شارع رومباك. وفي الفترة بين الحروب، كانت بودابست مركزًا يهوديًا هامًا في أوروبا.
1933-39: ولم يكن أبي ليسمح لي بأن أمتلك دراجة. فقد كان يعتقد بأن شخص ما سوف يأخذها مني لأنني يهودي. وبعدما تم إصدار القوانين المعادية لليهود في 1938، تمت مضايقة اليهود بقسوة في المجر. لقد كان أبي يسير خلفي وأنا ذاهب إلى المدرسة ليطمئن أنني قد وصلت إلى هناك بأمان. وكانت مدرستي تبعد عن بيتنا فقط ببضعة مبانٍ، ولكنه كان يخشى أنه قد يأتي شخص ما ورائي ويلقي بي بين السيارات في الطريق. وقال أبي إن أشياءً مثل ذلك قد حدثت من قبل.
1940-44: وقد كنت كبيرًا بما يكفي لاستكشاف الحي الخاص بي عندما أتى الألمان إلى بودابست في مارس 1944. أخبرتني أمي أنه سيتم ترحيلنا. ولم أكن أعرف معنى ذلك، كل ما كنت أدركه هو أننا راحلون. كان الأمر يبدو كمغامرة، لكن أمي قالت إن الأمر جد خطير. وكنا مع مجموعة من اليهود يقوم الألمان بتبادلهم للشاحنات. وغادرنا بالقطارات، وفي المساء كنا ننام في الهواء الطلق في الخيام. ووصلنا إلى محتشد بيرجن بيلسن. وقد كان موحلاً وسقط مني حذائي فيه. وهذا كان يعني أنني لم أستطع أن أجري، حيث كان الجري هو طريقة "اللهو" الوحيدة المتوفرة لنا.
وبعد الحرب، ذهب ماني إلى سويسرا مع والدته لعدة أشهر، قبل الهجرة إلى فلسطين في عام 1945. وانتقل إلى الولايات المتحدة في 1949.

خريطة


المحتشدات الرئيسية لليهود المُرحلين، 1945-1946



بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بقى مئات الآلاف ممن نجوا من اليهود في محتشدات المرحلين. فقد قام الحلفاء بتأسيس مثل هذه المحتشدات في إيطاليا والنمسا وألمانيا التي يحتلها الحلفاء وذلك للاجئين الذين كانوا ينتظرون الرحيل عن أوروبا. فقد فضل معظم اليهود المرحلين الهجرة إلى فلسطين ولكن هناك أيضًا العديد منهم ممن سعى للذهاب إلى الولايات المتحدة. فقد قرروا البقاء في محتشدات المرحلين حتى يتسنى لهم مغادرة أوروبا. وفي نهاية عام 1946 كان عدد اليهود المرحلين يقدر بحوالي 250000 يهودي حيث كان هناك 185000 منهم في ألمانيا و45000 في النمسا و20000 في إيطاليا. ومعظم اليهود المرحلين كانوا لاجئين من بولندا، لاذ العديد منهم بالفرار من الألمان إلى داخل الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب. وهناك أعداد أخرى من المرحلين اليهود ممن أتوا من تشيكوسلوفاكيا والمجر ورومانيا.




المصدرالهولوكوست