حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

أوشفيتز

كان محتشد أوشفيتز أكبر المحتشدات التي أنشأها الألمان. وكان عبارة عن مجمع من المحتشدات؛ محتشد للاعتقال وآخر للإبادة وثالث للعمل القسري بالسخرة. وكان يقع بالقرب من مدينة كراكاو، ببولندا. وقد كان مجمع محتشدات أوشفيتز يتكون من ثلاثة محتشدات كبيرة: أوشفيتز 1، وأوشفيتز 2 (بيركيناو)، وأوشفيتز 3 (مونوفيتز). وقد لقي أكثر من مليون شخص حتفهم في محتشد أوشفيتز، تسعة أعشارهم من اليهود. وقد كانت كل غرفة من غرف الغاز الأربع الكبيرة تستوعب 2000 شخص في المرة الواحدة

أوشفيتز-بيركيناو، بولندا، بعد 29 يناير/كانون الثاني 1945.

ثكنات في محتشد أوشفيتز-بيركيناو. تم التقاط هذه الصورة بعد تحرير المحتشد. 

وكانت توجد لافتة على مدخل المحتشد مكتوب عليها ARBEIT MACHT FREI وتعني "العمل يحرر الإنسان." وفي الواقع، كان العكس هو الصحيح. فقد أصبح العمل شكلاً آخر من أشكال الإبادة الجماعية التي أطلق عليها النازيون "الإبادة من خلال العمل"
فالضحايا الذين كانوا ينجون من الموت الفوري من خلال اختيارهم للعمل، كانوا قد تم تجريدهم بشكل منظم من هوياتهم الشخصية. وقد كان يتم حلاقة شعرهم بالكامل ويتم وشم رقم تسجيلهم على ساعدهم الأيسر. وقد أكره الرجال على ارتداء ثياب رثة، وبنطلونات وسترات مقلمة، أما النساء فقد كانوا يرتدون ملابس العمل. وكان كل من الرجال والنساء يرتدون أحذية عمل لا تناسبهم، وأحيانًا كانوا يرتدون القباقيب. ولم يتم منحهم ملابس أخرى لتغيير ملابسهم، بل كانوا ينامون بنفس الملابس التي يعملون بها

أوشفيتز-بيركيناو، بولندا، عام 1942-1943.

سجناء أثناء العمل بالسخرة يبنون توسعة للمحتشد. 

لقد كان كل يوم عبارة عن كفاح من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف لا تُحتمل. وتم إيواء السجناء في ثكنات بدائية لا تحتوي على نوافذ وغير معزولة عن الحرارة أو البرد. ولم يكن فيها حمام، فقط كان هناك دلو. وكانت كل ثكنة تستوعب حوالي 36 سريرًا خشبيًا بطابقين، وتم حشد النزلاء خماسيات أو سداسيات بالعرض على لوح خشبي. وكان يتم إيواء ما يصل إلى 500 نزيل في ثكنة واحدة.وقد كان النزلاء دائمًا جوعى. وكان الطعام مكونًا من حساء مليء بالماء تم إعداده بخضروات ولحوم فاسدة، وبعض أوقيات من الخبز، وقليل من السمن، وشاي، أو مشروب لاذع يشبه القهوة. وكانت الإصابة بالإسهال أمرًا سائدًا. وقد خارت قوى الناس بسبب الجفاف وأصاب الجوع الضحايا بسهولة بالأمراض المعدية التي كانت منتشرة في المحتشد
وعمل بعض النزلاء عمالاً بالسخرة داخل المحتشد، في المطبخ، أو في الحلاقة، على سبيل المثال. وكانت النساء تقوم غالبًا بتخزين أكوام الأحذية، والملابس، والمتعلقات الأخرى للسجناء، والتي يتم شحنها مرة أخرى إلى ألمانيا لتُستخدم هناك. وكان المخزن في محتشد أوشفيتز-بيركيناو، الواقع بالقرب من فرني الحرق، يسمى "كندا"، لأن البولنديين اعتبروا تلك الدولة مكانًا للثروة الباهظة. وفي محتشد أوشفيتز، كما هو الحال في مئات المحتشدات الأخرى في الرايخ وأوروبا المحتلة حيث استخدم الألمان عمال السخرة، كان السجناء يعملون كذلك خارج المحتشدات؛ في مناجم الفحم والصخور، وفي مشروعات البناء وفي حفر الأنفاق والقنوات. وتحت حراسة مسلحة، كانوا يقومون بجرف الجليد من الشوارع وتنظيف الركام من الطرق والمدن التي يتم توجيه الضربات إليها أثناء الغارات الجوية. وفي الكثير من الأحيان كان يتم استخدام عدد كبير من عمال السخرة في المصانع التي كانت تنتج الأسلحة وغيرها من البضائع التي تدعم مساعي الحرب الألمانية. وقد سعت عدة شركات خاصة، مثل I. G. Farben وBavarian Motor Works BMW والتي كانت تنتج السيارات ومحركات الطائرات، بشدة لاستخدام السجناء كمصدر للعمالة الرخيصة
كان الهروب من محتشد أوشفيتز أمرًا من ضروب المستحيلات. فقد أحاط سياج من السلك الشائك المكهرب بكل من محتشد الاعتقال ومركز القتل. ووقف الحراس، المجهزون بالرشاشات والبنادق الآلية، في عدة أبراج مراقبة. وقد كانت حياة السجناء بالكامل بيد الحراس، الذين يمكنهم إنزال عقاب أليم بهم عندما يتراءى لهم ذلك. كما كان السجناء يتلقون معاملة سيئة من النزلاء الآخرين الذين كان يتم اختيارهم للإشراف على السجناء الآخرين في مقابل الحصول على امتيازات خاصة من الحراس
وقد كان يتم إجراء "تجارب طبية" قاسية في محتشدأوشفيتز. وتم استخدام الرجال، والنساء، والأطفال للخضوع لهذه التجارب. فكان الطبيب العسكري النازي الدكتور جوزيف مينجيل يقوم بإجراء تجارب أليمة ومريرة على الأقزام والتوائم، ومنهم أطفال صغار. وكان الهدف من بعض تلك التجارب هو العثور على أدوية طبية أفضل للجنود والطيارين الألمان. بينما كانت بعض التجارب الأخرى تهدف إلى تحسين طرق تعقيم الناس الذين اعتبرهم النازيون أقل شأنًا. وقد مات أناس كثيرون أثناء هذه التجارب. وتم قتل البعض الآخر بعد انتهاء "الأبحاث" وأُخذت أعضاؤهم لاستخدامها في دراسات أخرى
ومعظم السجناء في محتشد أوشفيتز عاشوا فقط لعدة أسابيع أو أشهر. أما هؤلاء الذين كانوا مرضى للغاية أو ضعافًا للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون العمل فقد حُكم عليهم بالإعدام في غرف الغاز. وبعضهم انتحر عن طريق إلقاء نفسه على الأسلاك المكهربة. وكان البعض الآخر كأنهم جثث تتحرك، محطمو الأجساد والروح. ومع ذلك، فقد أصر بعض النزلاء الآخرين على البقاء على قيد الحياة

 بولندا، الفترة بين 1941 و1944
الطبيب النازي كارل كلاوبيرج (على اليسار)، وهو طبيب أجرى تجارب طبية على السجناء في الوحدة 10 بمحتشد أوشفيتز.

تواريخ هامة

20 مايو عام 1940
فتح محتشد أوشفيتز 1

محتشد أوشفيتز 1، المحتشد الرئيسي في مجمع محتشدات أوشفيتز، هو أول محتشد يتم إنشاؤه بالقرب من مدينة أوشفيشيم البولندية. وقد بدأ إنشاؤه في مايو عام 1940 في ضاحية زاسول بأوشفيشيم، في ثكنات مدفعية كانت تستخدم من قبل للجيش البولندي. كانت تتم توسعة المحتشد بصورة دائمة من خلال استخدام العمل بالسخرة. ورغم أن محتشد أوشفيتز 1 هو في الأساس محتشد اعتقال، حيث كان يؤدي وظيفة جنائية لقضاء العقوبات، إلا أنه كان يحتوي كذلك على غرفة غاز ومحرقة جثث. وتقع غرفة الغاز المرتجلة في قبو السجن (الوحدة 11). وفيما بعد، تم إنشاء غرفة غاز في محرقة الجثث

8 أكتوبر عام 1941
بدء إنشاء محتشد أوشفيتز 2 (بيركيناو)

بدأ إنشاء محتشد أوشفيتز 2، أو أوشفيتز-بيركيناو، في بيرزيزينكا. ومن بين المحتشدات الثلاثة التي أُنشئت بالقرب من أوشفيشيم كجزء من مجمع محتشدات أوشفيتز، كان أوشفيتز-بيركيناو يحتوي على أكبر عدد من السجناء. وقد كان مقسمًا إلى تسعة أقسام معزولة عن بعضها بأسوار من السلك الشائك المكهرب ويقوم على حراستها حراس القوات الخاصة الألمانية والكلاب. وضم المحتشد أقسامًا للنساء، والرجال، والرومانيين (الغجر)، والعائلات التي تم ترحيلها من الحي اليهودي تيرزينشتات. ولعب محتشد أوشفيتز-بيركيناو دورًا محوريًا في الخطة الألمانية لإبادة اليهود من أوروبا. وتم إنشاء أربعة أفران للحرق في الفترة بين مارس ويونيو عام 1943. وكان يحتوي كل منها على ثلاثة مكونات: منطقة عارية، وغرفة غاز كبيرة، وأفران لحرق الجثث. واستمرت عمليات القتل بالغاز حتى نوفمبر عام 1944

أكتوبر عام 1942
افتتاح محتشد أوشفيتز 3

أنشأ الألمان محتشد أوشفيتز 3، ويطلق عليه أيضًا بونا أو مونوفيتز، في مونوفيتز لإمداد مصنع المطاط الصناعي في بونا بعمال السخرة (وهو جزء من مصنع إي جي فاربين المختلط الألماني). واستثمرت شركة إي جي فاربين ما يزيد عن 700 مليون مارك ألمانيًا (أي حوالي 1.4 مليون دولارًا أمريكيًا عام 1942) في محتشد أوشفيتز 3. تم تسجيل السجناء الذين وقع عليهم الاختيار للعمل بالسخرة وتم وشمهم بأرقام تعريف على ذراعهم الأيسر في محتشد أوشفيتز 1. ثم حُكم عليهم بعد ذلك بالعمل بالسخرة في أوشفيتز أو في أحد المحتشدات الفرعية الكثيرة الملحقة بمحتشد أوشفيتز 3

27 يناير عام 1945
الجيش السوفيتي يحرر مجمع محتشدات أوشفيتز


دخل الجيش السوفيتي محتشد أوشفيتز وحرر السجناء الباقين. وكان هناك بعض الآلاف فقط من السجناء الباقين في المحتشد. وأُجبر حوالي 60000 سجين، معظمهم من اليهود، على السير في مسيرة للموت من المحتشد قبل وقت قصير من تحريره. وفي أثناء الإخلاء الإجباري لمحتشد أوشفيتز، تعرض السجناء لمعاملة سيئة بطريقة وحشية وقُتل العديد منهم. فقد أطلق حراس القوات الخاصة النار على من تأخر عن المسيرة. وأثناء الفترة الوجيزة التي وجد فيها هذا المحتشد، قُتل ما يقرب من مليون يهودي في محتشد أوشفيتز. وتراوحت أعداد الضحايا الآخرين ما بين 70000 و74000 بولندي، و21000 روماني (غجري)، وحوالي 15000 من أسرى الحرب السوفيت

شهادة مصورة

ميزو (ميشيل) فوجل

ولد في: 1923, جاكوفسي، تشيكوسلوفاكيا

يصف الوصول إلى محتشد أوشفيتز في حديث صحفي: 1989



نص الحديث

تم اقتيادنا عبر البوابة وهم يضربوننا بالسياط والكلاب تتقافز علينا. ووصلنا إلى مبنى ضخم من الطوب. وزجوا بنا إلى داخل هذا المبنى وكان هناك سجناء وأفراد من القوات الخاصة لإخبارنا ماذا سنفعل بعد ذلك. كانت هناك مناضد طويلة. المنطقة الأولى كانت مخصصة لخلع الملابس. ثم كانت هناك مشاجب خلفنا. نضع الملابس في قطعة من السلك ثم نعلقها، ثم نخلع أحذيتنا ونضعها على الأرضية. وعلى المنضدة التالية كان هناك حلاقو المحتشد، حيث يقومون بحلاقة شعر الرأس وكافة أجزاء الجسم. كانوا يقولون أن ذلك يتم حفاظًا على الصحة. ثم تحركنا إلى منضدة أخرى حيث تم وشمنا. كان الوشم على ساعد الذراع الأيسر. كانت عملية الوشم تتم عن طريق قيام أحد الأشخاص بحك الجلد بالكحول، فيما يقوم شخص آخر باستخدام إبرة ومحبرة بكتابة الرقم. كان رقمي 65.316، وهو ما يعني أن هناك 65.315 تم ترقيمهم قبلي، وبعد الترقيم كانوا يعطوننا الملابس، لكن ليست ملابسنا التي أتينا بها. كان كل سجين يتسلم قبعة ذات خطوط بنية وسترة مقلمة وبنطلونًا مقلمًا كذلك وقبقابًا خشبيًا وقميصًا. وليس ثمة جوارب أو ملابس داخلية. ثم تأتي المنطقة الأخيرة حيث يتم تسليمنا الزي وكان من قطعتي قماش. وكان طول القطعة، في اعتقادي، 6 بوصات وعرضها بوصة ونصف. و[كانت] تحمل نجمة داود، مع الرقم الموسوم على الساعد الأيسر، ويتم حياكتها على الصدر الأيمن ورجل البنطلون اليمنى. ثم كان العنصر الأخير، وهو أهم ما كان يتم تسليمه لنا، وأعني ذلك الوعاء الدائري الشكل. نعم هي أهم شيء لأنها كانت قوام حياتنا. فأولاً وقبل كل شيء، لم يكن بإمكان أحد دونها أن يحصل على حصص الطعام الضئيلة. وثانيا، لم تكن هناك حمامات تقريبًا.
في عام 1939، استولى الفاشيون السلوفاك على مدينة توبولكاني حيث كان يعيش ميزو. وفي عام 1942، تم ترحيله إلى محتشد نوفاكي الذي كان يديره السلوفاك ومنه إلى أوشفيتز. وفي أوشفيتز، تم وشمه بالرقم 65.316 وهو ما يعني أن هناك 65.315 سجينًا قبله في هذا التسلسل الرقمي. وقد تم إجباره على العمل أولاً في أعمال بونا ثم في فرقة القوات العسكرية "كندا" في بيركيناو لتفريغ القطارات القادمة. في أواخر عام 1944، تم نقل السجناء إلى المحتشدات في ألمانيا. وقد هرب ميزو أثناء إحدى مسيرات الموت من لاندسبرج وتم إطلاق سراحه عن طريق القوات الأمريكية.

روث مايروفيتز

ولدت في: 1929, فرانكفورت، ألمانيا

وصفت النجاة من الانتقاء لغرفة الغاز في حديث صحفي: 1990



نص الحديث

عندما جئت إلى محتشد أوشفيتز، بعد أشهر قليلة، شعرت بأن كل الموجودين
تقريبًا أصبحوا مرضى للغاية. وأصيبت والدتي بالملاريا أيضًا، إلا أنها لم تصب
أبدًا بالتيفود. كنت أول من أصيب بالتيفود، ولا أتذكر تمامًا
ما حدث، ولكن أمي كانت تُلبسني ملابسي
كل صباح، وتأخذني للخارج إلى "zellappell" هذا وهو ما يعادل
المناداة على الأسماء، وتجرني للعمل كي لا أتعرض
للضرب أو أن يتم إرسالي إلى ثكنات المستشفى التي كانت... كانت
حقًا بمثابة ثكنات للموت. ولذا كانت أمي تسحبني للجوار ولكني
بالطبع كنت أبدو مرعبة وكان هناك انتقاء للناس لإرسالهم إلى غرف
الغاز مرة واحدة، وكنا نقف بالخارج، وقد أخبرني رجل من رجال القوات الخاصة الألمانية
بالذهاب في اتجاه ما وأخبر أمي أن تذهب في اتجاه آخر لأنني
كنت أبدو مريضةً للغاية، وبالطبع كنت فقط افتقد إلى الطعام، ذلك
ذلك الطعام الذي يساوي مائتي سعر حراري الذي كانوا يقدمونه لنا في كل يوم
ولذلك، ناشدته أمي وقالت: حسنًا، إنها طفلتي
وإنها، إنها، إذا لم تستطع المجيء أستطيع أنا الذهاب معها،
فقال: لا، ولكن إذا كنت قلقة جدًا على ابنتك، فاذهبي معها. 
وكانت على وشك أن تذهب معي، إلا أن إحدى النساء اللاتي كن
يعملن في الثكنات، أعتقد أنها كانت تكنس الأرضيات أو أيًا كان ما كانت تقوم به،
وربما كانت تقوم بتنظيف المداخن، أو المواقد، أو غير ذلك من العمل
المهين، ولكنها كان لديها مكانة ذات حماية من نوع ما أيًا كانت
قيمتها. فأمسكتني، هذه المرأة، من ذراعي، وأمسكت أمي
بذراعي الآخر، وتمكنا من السير بعيدًا. لم يوقفنا أحد
حتى، وكنت... كان نوعًا من الإعجاز ألا يلاحظ رجل القوات الخاصة ذلك أو ... أو أنه تظاهر بأنه
لم يلاحظ، وواصلنا،
واصلنا السير فحسب، وبذلك كُتب لي عمر جديد في ذلك اليوم. وقد كان ذلك،
بالفعل، أفضل الأمور المذهلة. إنني ...إنني لا يسعني الفهم، بالطبع كنت
مريضة جدًا ولم أعرف تحديدًا ماذا حدث، لقد كان ذلك
إثارة اللحظة، ولكن حياتي كُتب لها النجاة في ذلك اليوم.
في فرانكفورت، واجهت أسرة روث الإجراءات المتزايدة المعادية لليهودية، فقد تم الاستيلاء على نشاط والدها التجاري وتم إغلاق المدرسة اليهودية التي كانت روث تتعلم فيها. وفي أبريل 1943، تم ترحيل راث وأسرتها إلى محتشد أوشفيتز. وقد تم اختيار روث لأداء أعمال السخرة القسرية وتم تكليفها بالعمل في عمليات ترميم الطرق. وقد التحقت أيضًا بالعمل في وحدة "كندا"، وكانت تقوم بفرز الممتلكات التي يتم إحضارها داخل المحتشد. وفي نوفمبر 1944، تم نقل روث إلى محتشد "رافنز بروك"، في ألمانيا. وقد تم إطلاق سراحها في مايو 1945، أثناء إحدى مسيرات الموت من محتشد مالتشوف.

قصص شخصية

وولفجانج منذر

ولد في: 26 فبراير، 1920, برلين، ألمانيا


ولد ولفجانج، وهو طفل وحيد، في برلين لأبوين يهوديين. وكان والده الممثل الأجنبي لشركة أدوات خياطة. وقد كانت العائلة تعيش في شقة مريحة في المقاطعة الجنوبية الغربية من المدينة. وقد تعلم ولفجانج في المدرسة الثانوية هناك، وكان يأمل أن يصبح مهندسًا كهربائيًا.
1933-39: وعندما تولى النازيون الحكم، فر والدي من ألمانيا لأنه كان اشتراكيًا وكان خائفًا من أن يتم إلقاء القبض عليه. وكانت والدتي مريضة جدًا، لذلك اعتنت بي جدتي حتى أصبح من الصعب جدًا عليها ذلك، ثم وضعتني في دار أيتام يهودي. وفي ذلك الوقت، لم يكن يسمح لليهود بالانضمام إلى المدارس العامة، لذلك فإني انتقلت إلى مدرسة يهودية متوسطة. وفي عام 1937، انضممت إلى والدي في باريس ودخلت معهد تدريب لأتعلم لكي أكون ميكانيكيًا.
1940-44: وبحلول عام 1943، كنت أعيش في نيس مع أبي وزوجة أبي، الذي كان يمتلك مكتبة تعليمية. واختار العديد من اليهود أن ينزحوا إلى نيس لأنها كانت تحت الحكم الإيطالي وهناك لم يتم اضطهاد اليهود. ولكن عندما استسلمت إيطاليا للحلفاء في سبتمبر، احتل الألمان المنطقة. وفي مارس عام 1944، قام النازيون بترحيلي أنا ووالدي و1.500 يهودي آخرين في عربات مغلقة من محتشد نقل بالقرب من باريس إلى أوشفيتز. وعند وصولنا، تم فصلي عن أبوي وتم توجيهي إلى غرفة حيث تم قص شعر رأسي.
وقد تم قتل والدي في غرفة الغاز عند وصولهم إلى أوشفيتز. وقد تم وضع ولفجانج للعمل في مصنع مكونات كهربية وكتبت له النجاة في الحرب. وهاجر إلى أمريكا في 1947.

مارجوت هويمان

ولدت في: 17 فبراير، 1928, هلينثال، ألمانيا


مارجوت، والتي كانت البنت الكبرى من أصل بنتين، ولدت لوالدين يهوديين يعيشان في قرية قريبة من الحدود البلجيكية. وقد عاشت عائلة هويمان على التكسب من متجرهم العام. وعلى الجانب الآخر من الشارع، كان يعيش جد مارجوت، الذي كان يمتلك أحصنة وأبقارًا في حظيرته الكبيرة. وعندما كانت مارجوت في الرابعة من عمرها، انتقلت عائلتها إلى مدينة ليبشتادت. وكبنت صغيرة، تعلمت السباحة في نهر ليبي، الذي كان يشق الأرض من خلف حديقتهم.
1933-39: وعندما كنت في التاسعة من عمري، انتقلنا إلى مدينة بيليفلد القريبة، وحينها تم إلحاقي بمدرسة عامة. وبعد مرور عام، تم فصلي أنا وأختي الصغيرة، لور، من المدرسة. ففجأة، تم طردنا من الفصل الدراسي، ودون معرفة السبب، وقفنا نبكي في الخارج. ثم عدنا إلى البيت. وبعد ذلك، أرسلنا والدي إلى مدرسة يهودية حيث كان هناك معلمون مثلنا تم طردهم خارج المدارس على يد النازيين.
1940-44: وكنت في الرابعة عشرة من عمري عندما تم ترحيلي أنا وعائلتي، وكنت قد وصلت إلى سن السادسة عشرة من عمري عندما انتهى بنا الحال في محتشد أشفيتز. وفي أحد الأيام، أمرت أن ألحق بقافلة وعلمت أنني لن أعود. كان لأمي الخيار في الذهاب معي أو البقاء مع أختي، التي كانت صغيرة جدًا على الذهاب، ولأنها أحست أن أختي كانت بحاجة إليها أكثر مني أنا، فقد قررت البقاء. أتذكر حضن أمي وهي تودعني. لقد اعتادت أن تكون امرأة رزينة، لكن حينها كانت منهارة كليًا. وحيث إنني كنت لا أدرك جيدًا، فقد تناولت حساءها، طعامها الوحيد خلال اليوم، والتي أصرت على أن أتناوله.
ولم تر مارجوت أبويها وأختها مرة أخرى. وتم تحريرها في بيرجين بيلسن في أبريل، 1945. وأحضرها الصليب الأحمر إلى السويد للتعافي، وفي عام 1947 انتقلت إلى أمريكا.


إيلونا كارفنكل كالمان


ولدت في: 12 مايو عام 1906, إردوبني، المجر


إيلونا واحدة من بين أربعة أطفال، وقد ولدت لأبوين متدينين يعيشان في قرية إردوبني في الهضاب شمال شرق المجر. وكان يوجد ببيت آل كارفنكل، الذي يقع في ضواحي القرية، حديقة كبيرة في الخلف وبساتين فاكهة. كما كان والدا إيلونا يمتلكان كرمًا صغيرًا ومتجرًا صغيرًا للخضروات. وتزوجت إيلونا من فيرينك كالمان، وانتقل الاثنان إلى هاتفان، التي تبعد 36 ميلاً عن شمال شرق بودابست.
1933-39: كنت أنا وفيرينك دائمًا نعتبر أننا مجرييْن يعتنقان الديانة اليهودية، وكنا دائمًا نحظى باحترام في هاتفان. وفي الأشهر القليلة الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك، تزايدت قوة اليمينيين من المعادين للسامية، وكان الجو العام يتغير ببطء. فقد بدأت بعض زميلات ابنتي جوديث في مضايقتها، وكانت تعلم أننا بالنسبة للكثير من الأشخاص الآخرين يهود قبل أن نكون مجريين.
1940-44: وبعد دخول القوات الألمانية المجر بأسابيع قليلة، تم تجنيد فيرينك إلزاميًا في عمل السخرة. وفي ذلك الوقت، أُمرنا أنا وجوديث بالانتقال إلى مصنع السكر في هاتفان، حيث كان يتم تركيز كل اليهود في تلك المنطقة. وسمحت لنا الشرطة المجرية بأخذ 110 رطلاً فقط من أمتعتنا إلى الحي اليهودي. وكانت جوديث قوية: فقد رفضت ترك أي شيء من الأشياء اللطيفة لشخص آخر، لذا، وعلى الرغم من توسلاتي الدامعة، بدأت جوديث في تحطيم الأطباق الزجاجية الجميلة التي لم تستعمل قط والتي جلبناها من تشيكوسلوفاكيا.
وفي يونيو عام 1944، تم ترحيل إيلونا التي تبلغ من العمر 38 عامًا وابنتها إلى محتشد أوشفيتز. واختيرت جوديث للعمل بالسخرة. ولقت إيلونا حتفها إثر قتلها بالغاز فور وصولها.

فريتزي وايس فريتزشال

ولدت في: 1929, كلوكاركي، تشيكوسلوفاكيا
تصف عملية الاختيار في محتشد أوشفيتز في حديث صحفي: 1990



نص الحديث

لقد كنا بحاجة لإظهار أننا لا تزال لدينا بعض القوة، سواءًً أكانت تلك القوة للعمل أم للحياة ليوم آخر. إني أتذكر أن بعض النساء حينما كان ينمو شعرهن باللون الرمادي، كن يذهبن ويأخذن قطعة صغيرة من الفحم من المواقد الدائرية للقدور التي كانت موجودة بالمبنى. وكن يستخدمن قطعة الفحم هذه لتلوين شعرهن بها حتى يظهرن أقل سنًا. وأنا أقصد أن الواحدة منهن قد يشيب شعرها باللون الرمادي في ظل هذه الظروف في الوقت التي قد تكون لازالت فيه في سن الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة. وكانت تلك النسوة يقمن بالركض...كنا نركض أمام أي شخص يقوم بعمليات الاختيار لإظهار أننا يمكننا البقاء على قيد الحياة ليوم آخر. وإذا كان هناك شخص لديه آثار جروح أو بثور أو إذا لم يقم بالجري بالسرعة الكافية، أو إذا لم يبدو بصحة جيدة أمام الشخص المخصص لعملية الاختيار لأي سبب—فسوف تجدهم واقفون هناك وهم ممسكون بعصي، تجاه اليمين أو اليسار، حسب اتجاه الركض بجوارهم. لم يكن أحد يعلم أهو في الصف المحظوظ أم الصف المشؤوم. فأحد الصفوف سيذهب إلى غرف الغاز، والآخر سيعود مرة أخرى إلى المحتشد والمباني ليحيا يومًا آخر.
هاجر والد فريتزي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بحلول الوقت الذي كان يستطيع أن يحضر أسرته هنالك، اندلعت الحرب وكانت والدة فريتزي تخاف من الهجمات التي تقع على السفن المارة عبر الأطلسي. وقد تم إرسال فريتزي ووالدتها وشقيقاها في النهاية إلى محتشد أوشفيتز. وقد توفيت والدتها وشقيقاها. بينما نجت فريتزي من الموت لأنها تظاهرت أنها أكبر من سنها وبهذا تكون عاملة أكثر قوة. وفي إحدى مسيرات الموت من محتشد أوشفيتز، قامت فريتزي بالركض داخل إحدى الغابات، بينما تم إطلاق سراحها بعد ذلك.
خريطة

ملحقات أوشفيتز، صيف 1944



كان محتشد أوشفيتز أكبر المحتشدات التي أنشأها الألمان. وكان عبارة عن مجمع من المحتشدات؛ محتشد للاعتقال وآخر للإبادة وثالث للعمل القسري بالسخرة. كان أوشفيتز يقع في بلدة أوشفيشيم بالقرب من الحدود الألمانية البولندية قبل الحرب في شرقي سيليزيا العليا، وهي منطقة ضمتها ألمانيا عام 1939. وكان أوشفيتز 1 المحتشد الرئيسي وأول محتشد يتم إنشاؤه في أوشفيشيم، فيما كان محتشد أوشفيتز 2 (بيركيناو) مخصصا لتنفيذ عمليات الإعدام. كانت القطارات تصل إلى أوشفيتز-بيركيناو يوميًا تحمل اليهود من كل بلد تحتله ألمانيا في أوروبا. أنشئ أوشفيتز 3، والذي كان يسمى أيضا بونا أو مونوفيتز، في مونوفيتز لتوفير عمال السخرة للمصانع القريبة بما في ذلك أعمال شركة آي جي فاربين. وقد قُتل حوالي 1.1 مليون يهودي في أوشفيتز. وشملت أعداد الضحايا الآخرين ما بين 70.000 و75.000 بولندي، و21.000 روماني، وحوالي 15.000 من أسرى الحرب السوفييت.



المصدرالهولوكوست