حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

الغيتو في بولندا

عاش ملايين من اليهود في أوروبا الشرقية. وبعد أن غزت ألمانيا بولندا في عام 1939، أصبح أكثر من مليوني بولندي يهودي تحت سيطرة الألمان. وبعد أن غزت ألمانيا الاتحاد السوفيتي في يونيو عام 1941، أصبح كذلك عدة ملايين آخرين من اليهود خاضعين للحكم النازي. وقد سعى الألمان إلى السيطرة على هذا العدد السكاني الضخم لليهود من خلال إجبارهم على الإقامة في أقسام منفصلة من المدن أو البلدات أطلق عليها النازيون اسم "الغيتو" أو "الأحياء السكنية لليهود". وإجمالاً، أنشأ الألمان ما لا يقل عن 1000 غيتو في المناطق المحتلة. وكان أكبر حي منها في وارصوفيا، العاصمة البولندية، حيث تم احتجاز ما يقرب من نصف مليون يهودي
لودز، بولندا،
يهود يجبَرون على الانتقال إلى الحي اليهودي في لودز
وكان يتم إنشاء الكثير من الغيتو في المدن والبلدات التي يتمركز فيها اليهود. وتم إحضار اليهود وكذلك بعض الرومانيين (الغجر) إلى الأحياء اليهودية من المناطق المحيطة ومن شرق أوروبا. وفي الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر عام 1941، تم نقل الآلاف من اليهود الألمان والنمساويين إلى الغيتو في شرق أوروبا. وكان الألمان عادةً يخصصون أقدم الأقسام وأكثرها تهدمًا في المدن لإنشاء الغيتو. وكانوا في بعض الأحيان يضطرون إلى طرد السكان غير اليهود من المباني لتوفير مكان للعائلات اليهودية. وكانت معظم الأحياء اليهودية محاطة بأسوار أو سياج من الأسلاك الشائكة، مع مداخل يحرسها أعضاء الشرطة المحلية والألمانية والقوات الخاصة. وأثناء ساعات حظر التجول في المساء، كان يتم إجبار السكان على البقاء داخل منازلهم
وفي المدن البولندية في لودش ووارصوفيا، كان يمر خط عربات نقل من خلال وسط الأحياء اليهودية. وبدلاً من إعادة توجيه الخطوط، كان العاملون يحيطونها من الخارج، وكان رجال الشرطة يحرسون المنطقة لمنع اليهود من الهروب على عربات النقل. وكان المسافرون من خارج الأحياء اليهودية يستخدمون السيارات للذهاب إلى العمل في أيام الأسبوع، وبعضهم كان يركبها في نزهات أيام الأحد فقط للسخرية من سجناء الأحياء اليهودية
يهود يعملون في تشييد سور حول منطقة الحي اليهودي في وارصوفيا.
أعلن الألمان إنشاء حي يهودي في أكتوبر عام 1940، وفصلوا الحي اليهودي عن باقي أنحاء مدينة وارصوفيا في منتصف نوفمبر عام 1940.
وارصوفيا، بولندا
جسر للمشاة فوق شارع شلودنا، يربط بين قسمي الحي اليهودي. ولكن الشارع أدناه لم يكن جزءًا من الحي. 

لودز، بولندا، تقريبًا. 1941.
جسر المشاة الممتد فوق شارع زجيرسكا الذي يصل بين قسمي الحي اليهودي في لودز. ولكن الشارع في حد ذاته لم يكن جزءًا من الحي. 
آثر تاريخي

ماكينة خياطة ماركة سنجر من الحي اليهودي في لودش

ماكينة خياطة سنجر هذه استخدمها صانعو الأحذية في الحي اليهودي في لودش، ببولاندا. وفي أوائل مايو عام 1940، بدأ الألمان في إنشاء مصانع في الحي اليهودي واستخدموا اليهود المقيمين للقيام بأعمال السخرة. وبحلول أغسطس 1942، أصبح هناك ما يقرب من 100 مصنع داخل الحي اليهودي. وقد كانت المصانع الكبرى تنتج المنسوجات، وبصفة خاصة الأزياء الرسمية للجيش الألماني.

تواريخ هامة

12 أكتوبر عام 1940
ترحيل يهود مدينة وارصوفيا إلى الحي اليهودي


أعلن الألمان إنشاء حي يهودي في مدينة وارصوفيا. تم ترحيل جميع السكان اليهود بمدينة وارصوفيا إلى المنطقة المخصصة لهم، والتي تم عزلها عن باقي المدينة في نوفمبر عام 1940. وبدأ إنشاء جدار، يبلغ ارتفاعه أكثر من 10 أقدام ويعلوه سلك شائك. وكان الألمان يحرسون حدود الحي اليهودي عن كثب حتى يمنعوا التنقل بين الحي وبين باقي أنحاء مدينة وارصوفيا. ويمثل الحي اليهودي في وارصوفيا أكبر الأحياء اليهودية من ناحيتي المساحة وعدد السكان. وقد تم حبس أكثر من 350000 يهودي — أي حوالي 30 بالمائة من سكان المدينة في مساحة تقدر بحوالي 2.4 في المائة من المساحة الكلية للمدينة

22 يوليو عام 1942
ترحيل يهود حي وارصوفيا إلى مركز القتل تريبلينكا

في الفترة ما بين 22 يوليو ومنتصف سبتمبر من عام 1942، تم ترحيل أكثر من 300000 شخص من حي وارصوفيا اليهودي: وتم ترحيل أكثر من 250000 شخص منهم إلى مركز القتل تريبلينكا. وأُجبر المرحلون على الذهاب إلى أومشلاجبلاتز (نقطة ترحيل)، المتصلة بشريط وارصوفيا-مالكينيا للسكك الحديدية. وتم حشدهم في عربات شحن وترحيل معظمهم، عبر مالكينيا، إلى تريبلينكا. وقد تم قتل الأغلبية الساحقة منهم فور وصولهم إلى تريبلينكا. وفي سبتمبر، في نهاية عمليات الترحيل الجماعي لعام 1942، بقي حوالي 55000 يهودي فقط في الحي اليهودي

19 أبريل عام 1943
المقاتلون اليهود يقاومون الألمان في الحي اليهودي بوارصوفيا


قرر الألمان التخلص من الحي اليهودي في وارصوفيا وأعلنوا عن عمليات ترحيل جديدة في أبريل عام 1943. وكان تجديد عمليات الترحيل بمثابة إشارة لاندلاع مقاومة مسلحة داخل الحي. فقد رفض معظم الأشخاص الذين يقيمون في الحي اليهودي الخضوع للترحيل. وسارع الكثير إلى الاختباء من الألمان في مخازن وملاجئ محضرة مسبقًا. ودخل المقاتلون اليهود مع الألمان في قتال في الشوارع ومن المخازن المخبأة. وأشعل الألمان الحريق في الحي اليهودي لإجبار السكان على الخروج إلى الأماكن المفتوحة، مما حول منطقة الحي اليهودي إلى ركام. وفي 16 مايو عام 1943، انتهى القتال، بعدما قُتل الآلاف وتم ترحيل معظم سكان الحي إلى محتشدات العمل بالسخرة. لقد كانت ثورة الحي اليهودي في وارصوفيا أكبر وأهم ثورة يهودية، وأول ثورة حضرية في أوروبا التي تحتلها ألمانيا

سابينا شوارك

ولد/ت في: 24 فبراير عام 1923, وارصوفيا، بولندا
ترعرعت سابينا في عائلة يهودية في بيوتركوف تريبيونالسكي، وهي مدينة صناعية صغيرة جنوب شرق وارصوفيا. وكانت عائلتها تعيش وسط جيران غير يهود. وكان والدها رجل أعمال ووالدتها معلمة. وقد كانوا يتحدثون اللغة الييدية (اليهودية) والبولندية. وبدأت سابينا دراستها في عام 1929 في مدرسة عامة، ثم بعد ذلك بفترة ذهبت للدراسة في مدرسة ثانوية يهودية.
1933-39: وفي الأول من سبتمبر عام 1939، قامت ألمانيا بغزو بولندا. وبعد مرور أربعة أيام، تدفقت القوات الألمانية إلى مدينتنا. وبعد شهر من الاحتلال، اضطر والدي إلى التنازل عن عمله، وتنازلت عن الذهاب إلى المدرسة، وأُجبرت عائلتي المكونة من أربعة أفراد على الذهاب إلى الحي اليهودي الذي أنشأه الألمان. فتشاركنا في شقة مع عائلة أخرى. وعلى بُعد مسافة من الوحدات السكنية، كنا نتمكن من سماع أصوات الدوريات الألمانية والأحذية الألمانية الثقيلة على الحصا.
1940-44: وفي عام 1942، عند تصفية الحي اليهودي، أعطتني صديقاتي البولنديات دانوتا وماريا لي ولأختي بطاقات هوية مزيفة. وفي مساء آخر عملية من عمليات التجميع، هربنا إلى منازلهن واختبأنا. وبعد مرور أسبوعين، كُلفنا أنا وأختي بمهام عمل في ألمانيا حيث لم يكن أحد يعرفنا. فعملت خادمة في فندق للضباط الألمان. وقد سألني أحدهم عما إذا كان هناك يهود في عائلتي. وقال لي أنه أحد علماء علم الإنسان وأن أذنيّ ومظهري يدلان على أني يهودية. فأظهرت أني أشعر بالإهانة ولكني واصلت العمل.
وتم تحرير سابينا في ريجينسبرج بألمانيا على يد القوات الأمريكية في 27 من أبريل عام 1945. وهاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1950 وسعت للحصول على وظيفة كطبيبة عيون.

شلومو رايش

ولد/ت في: 18 يونيو، 1914, لودز، بولندا
كان شلومو واحدًا من أصل سبعة أطفال ولدوا في لودز لعائلة رايش. وكانت عائلة رايش عائلة يهودية متدينة وكان والد شلومو الهاسيديك يرتدي قرط أذن وقبعة فرو تقليدية. وبعد ارتياد المدرسة العامة يوميًا، كان شلومو يحضر أوستروفتزي يشهيفا، وهي أكاديمية أسقفية حيث درس النصوص اليهودية المقدسة. كان والد شلومو يمتلك مصنع أربطة أحذية.
1933-39: وغزا الألمان لودز في سبتمبر 1939، وبدأوا في وضع إجراءات معادية لليهودية. ولم يسمح لليهود باستخدام وسائل النقل العامة أو بترك المدينة بدون إذن خاص أو بامتلاك سيارات أو أجهزة المذياع. وفي آخر الأمر، تمت مصادرة الشقق اليهودية.
1940-44: وفي أوائل شتاء عام 1940، قام الألمان بإنشاء حي يهودي في لودز، وتم تركيز يهود المدينة هناك. وانتقلت عائلة ريتش أيضًا إلى الحي اليهودي، حيث عاشوا جميعًا في غرفة واحدة صغيرة. ووجد شلومو عملاً في مصنع ملابس في الحي اليهودي، حيث كان يتلقى حساءً خفيفًا في وقت الغداء. وبعد مرور أربعة أعوام في الحي اليهودي، تم ترحيل شلومو في أواخر صيف عام 1944 للعمل بالسخرة في محتشد الاعتقال داخاو بألمانيا.
وتم تحرير شلومو في ربيع عام 1945. وبعد الحرب، عرف أن أربعة من إخوته وأخواته الستة قد نجوا أيضًا. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1946.

شوليم سالشوتس

ولد/ت في: 7 مارس 1930, كالبوسوفا, بولندا
كان شوليم الإبن الأكبر من بين ثلاثة أطفال ولدوا لأبوين يهوديين بكالبوسوفا في جنوب وسط بولندا. وملك والده حانوتا في المدينة وشُهر في المنطقة بقوته الرائعة. وكانت والدة شوليم ربة بيت تعتني به وبشقيقه شلومو وشقيقته روزيا.
1933ـ1939: عندما بلغ شوليم التاسعة من عمره احتلت ألمانيا بولندا. . وحاول جنود بولنديون على الخيل القتال ضد الجيش الألماني ولكن لم يقدروا على الدبابات الألمانية. وبعد معركة قصيرة مات العديد من الخيول في الشوارع, وأجبر شوليم وعمه على أن ينظفوا الشوارع من جثث الخيول, ومنع الألمان التلاميذ اليهود من الذهاب إلى المدرسة, فبقي شوليم في البيت عند والدته وأخيه وأخته.
1940ـ1942: في يوليو 1941 أجبر الألمان اليهود على العيش في حي صغير من المدينة, فأقام اثنين من جدات شوليم وعم وعمتين في بيت عائلته وأصبحت الشقة مكتظة جدا. وبحلول عيد ميلاد شوليم حدث شيء هام, فأجبر على أن يرتدي رباط نجمة داوود مثل الرجال الآخرين. فشعر بالفخر وسأل عمه أن يصوره وهو يرتدي ذلك الرباط. وعين شوليم للعمل مع الرجال الآخرين, فقام بإصلاح الشوارع وتنظيفها من الثلج.
تم نفي شوليم إلى الحي اليهودي بريسوف في 25 يونيو 1942 وإلى محتشد بلسيك حيث قُتل معية والدته وأخيه وأخته بالغاز في يونيو. وكان يبلغ من العمر 12 سنة.

إيمانويل تاناي

ولد/ت في: 1928, ميتشو، بولندا
يصف تأسيس حي اليهود في مدينة ميتشو [حديث صحفي: 1992]


نص الحديث

في أحد الأيام تم الإعلان عن إنه سيتم تخصيص مناطق معينة لليهود، والتي أطلق عليها اسم حي اليهود. ولكن كان الألمان يطلقون عليها بالألمانية اسم المناطق المخصصة لليهود بصفة أساسية. وقد كان هذا الإعلان يوضح النطاق الذي يستطيع اليهود العيش داخله، والذي كان عبارة عن جزء صغير جدًا في المدينة، وأنا أتحدث عن المدينة التي كنت أعيش بها، ولكن بالمثل، كان هذا صحيحًا في المدن الأخرى. وكان يجب إجلاء البولنديين الذين كانوا يعيشون في هذه المنطقة، ولكن لم تكن هناك مشاكل، حيث إن المنطقة التي تركها اليهود كانت أكثر اتساعًا، فإن أي شخص بولندي يتم ترحيله من المنطقة المخصصة لليهود يحصل على مناطق أفضل بكثير على أي حال، ولكن العكس لا يحدث بالنسبة لليهود. ووفقًا لهذا، فقد انتقل اليهود إلى حي اليهود وكانت الحجرة الواحدة تسع القليل من العائلات، أو أسرتين أو ربما أسرة واحدة في غرفة واحدة في البداية. ونتيجة لوجود اليهود أو المنطقة أو منطقة اليهود أو اليهود، فإن هذا الجزء من المدينة أصبح أقل في الحجم بشكل مستمر. ولكن كان حي اليهود في البداية مفتوحًا، بحيث يمكنك الدخول إليه والخروج منه في ساعات محددة. على سبيل المثال، لم يكن اليهودي يستطيع التواجد في الشارع بعد الساعة السابعة. ولكن في كافة الأوقات الأخرى كان باستطاعة أي شخص الخروج والاختلاط بالناس ومغادرة حي اليهود بأكمله. ولكن في أحد الأيام تم نشر الإعلان التالي: تم إغلاق حي اليهود. وتم إنشاء بوابات وبناء جدران في كل مكان، ولم يعد بإمكان أي شخص الخروج. وهكذا يمكنك أن ترى أن درجة الاضطهاد كانت في تزايد مستمر.
كان إيمانويل وأسرته يعيشون في مدينة ميتشو الصغيرة، شمال كراكاو. وبعد غزو ألمانيا لبولندا في أيلول/سبتمبر من عام 1939، تزايد الاضطهاد ضد اليهود. وقام الألمان بإنشاء حي اليهود في مدينة ميتشو. وقد تم إجبار إيمانويل على المعيشة داخل حي اليهود. وقد قام إيمانويل ووالدته وشقيقته بالهرب من حي اليهود قبل تدميره في عام 1942. وقد أقام في أحد الأديرة بهوية مزيفة مع أعضاء الحركة السرية البولندية. وقد غادر إيمانويل الدير بعد ما يقرب من عام عندما بدأ أحد المعلمين يشك في أنه يهودي. تورط إيمانويل بعد ذلك في تهريب البضائع إلى كراكاو وفارصوفيا. وقد لاذ بالفرار إلى المجر في خريف عام 1943. وبعد احتلال الألمان للمجر في عام 1944، حاول إيمانويل الهرب مرة أخرى ولكن تم إلقاء القبض عليه وسجنه. وقد نجى إيمانويل وبقى على قيد الحياة في الحرب.

روشيل بلاكمان سليفكا

ولد/ت في: 1922, فيلنا، بولندا
وصف تكوين حي اليهود في مدينة فيلنا [حديث صحفي: 1990]


نص الحديث

في عام 1941،... مباشرة قبل...أن يعتادوا...عطلات اليهود.
إنهم...قررت القوات الخاصة إنشاء حي يهودي في مدينتنا، فيلنا. وكان
هناك قسم فقير حيث اعتاد الكثير من اليهود على المعيشة هناك.
وكان هناك دار يهودية للمسنين، كما كان هناك أكبر
معبد يهودي في مدينة فيلنا. ودار للأيتام. وكانت هناك أيضًا المستشفى
اليهودي. وقد عاش الكثير من اليهود الفقراء حول هذا
القسم. وذات ليلة، دخلت القوات الخاصة الألمانية، بمساعدة الشرطة
الأوكرانية مع اللتوانيين، وأخرجوا جميع اليهود
من هناك وساقوهم إلى مكان ما، هو بوناري، بضواحي مدينة
فيلنا، وقاموا برميهم جميعًا بالرصاص هناك. وسمعنا صراخًا
وعويلاً وبكاءً أثناء الليل، ولكن لم يكن مسموحًا لنا بالنظر 
خارج النوافذ، لأنه كان يتم قتل من ينظر للخارج. ولم نعرف
ماذا كان يحدث بأي حال حتى أخبرنا
جيراننا في اليوم التالي عما كان يجري. وقد كان لنا كثير من الأقارب
هناك. فقد عاش ابن عم أمي...جميع...جميع أقارب
أمي كانوا يعيشون هناك. وبعد بضعة أسابيع، قاموا بتجميع
كل اليهود من المدينة والضواحي ووضعوهم في هذا
الحي اليهودي، في هذا...وأحاطونا بأسوار،
وحراس، واضطررنا للعيش في شقة واحدة... حيث تعيش عائلتان إلى ثلاث
عائلات في كل شقة واحدة مكونة من غرفتين.
احتل الألمان فيلنا في يونيو عام 1941. وفي أكتوبر، تم احتجاز روشيل مع عائلتها في الحي اليهودي بفيلنا، حيث لقيت أمها حتفها. كما قُتل والدها، عضو المجمع الكنسي لليهود، في محتشد في إستونيا. وعندما تمت تصفية الحي اليهودي في عام 1943، تم ترحيل روشيل هي وأختها، في البداية تم ترحيلهما إلى محتشد قيصروالد في لاتفيا ثم بعد ذلك إلى محتشد شتوتهوف قرب دانسيج. وفي عام 1945، في اليوم السادس من مسيرة الموت التي أُجبرت فيها الأختان على وقاية أرجلهما العارية باستخدام الخرق، قام الجيش السوفيتي بتحريرهما.

أبراهام ليوينت

ولد/ت في: 1924, فارصوفيا، بولندا
يصف الأوضاع في حي اليهود في فارصوفيا [حديث صحفي: 1989]


نص الحديث

كان الجوع منتشرًا في حي اليهود وكان شديد القسوة، فقد كان الناس يرقدون في الشوارع ويموتون، والأطفال الصغار كانوا يتسولون هنا وهناك، فكلما مشيت في الصباح، ترى شخصًا ميتًا، مُغطى بالصحف أو بأي نوع من البطاطين، وتجد...أولئك الناس الذين اعتادوا على حمل جثث الموتى في عربات صغيرة، واعتادوا على إحضارها إلى المقبرة ودفنها في مقابر جماعية. وكل يوم الآلاف والآلاف يموتون فقط من سوء التغذية لأن الألمان لم يُعطوا الناس في حي اليهود أي شيء ليأكلوه. لم يكن هناك أي شيء. لا يمكنك السير وشراء أي شيء، أو الحصول على أي حصص طعام. إنه من حظك العاثر، ألا تتمكن من الحصول على طعام، فستموت، وهذا ما كان يحدث.
مثلهم مثل اليهود الآخرين، تم احتجاز عائلة ليوينت في حي اليهود في فارصوفيا. وفي عام 1942، وعندما اختبأ أبراهام في قبوٍ، قام الألمان بالقبض على أمه وأخواته في إحدى هجماتهم. وقد لقوا حتفهم. وتم تشغيله في أعمال السخرة القسرية في إحدى المناطق القريبة، ولكنه هرب ليعود إلى والده في حي اليهود. وفي عام 1943، تم ترحيله هو وأبيه إلى محتشد مايدانيك، حيث مات أبوه هناك. تم إرسال أبراهام بعد ذلك إلى محتشدات سكارزيسكو وبوخين فالد وشليبين وبيزنجن وداخاو. وقامت قوات الولايات المتحدة بتحرير أبراهام بمجرد قيام الألمان بإجلاء السجناء.

شارلين شيف

ولد/ت في: 1929, هوروشوف, بولندا
شارلين تصف مدرسة سرية للأطفال في حي هوروشوف اليهودي [حديث صحفي: 1993]


نص الحديث

في بداية الأمر، قامت أمي وبعض السيدات بتنظيم مدرسة سرية للأطفال تحت سن العمل، وقد كانت شيئًا رائعًا لأننا وجدنا شيئًا نتطلع إليه. لقد جعلتنا ننسى كل شيء عن الجوع وكل شيء غير ملائم للعيش في مثل هذه الحياة البدائية، وقد دامت تلك المدرسة لعدة شهور. كان هناك العديد من السيدات، ومن بينهم أمي، يقومون بالمقايضة في الخارج ويعودون للمنزل ومعهم الطباشير وأوراق الكتابة وبعض الكتب، أعني أنها كانت تحكي بعض القصص، كنا نغني ونلون، لقد كان ذلك شيئًا يمكن التطلع إليه. لقد كانت حقًا، لو أنها فقط دامت، ولكنها لم تستمر. لقد دامت لشهور قليلة فقط. وبعد فترة قصيرة لم يكن هناك ما يكفي من المجوهرات أو المال للمقايضة به. لم يكن هناك مزيد من التجهيزات للمدرسة، وتقريبًا ضعفت المعنويات في الحي اليهودي. وعادت النساء إلى المنزل، وقد كانوا متعبين جدًا، وجائعين جدًا، ومنهكين جدًا حتى إنهم لم يكن باستطاعتهم أن يرسموا وجوهًا سعيدة لنا نحن الأطفال. وهكذا تحولت هذه المدرسة إلى لا شيء أيضًا.
كان والدا شارلين من قادة المجتمع اليهودي المحلي، وكان للعائلة نشاطها في الحياة المجتمعية. وكان والد شارلين أستاذًا للفلسفة في جامعة ولاية لفوف. وبدأت الحرب العالمية الثانية بالاجتياح الألماني لبولندا في الأول من أيلول/سبتمبر 1939. وكانت المدينة التي تقطن بها شارلين تقع في الجزء الشرقي من بولندا المحتلة من قبل الاتحاد السوفيتي بموجب المعاهدة السوفيتية الألمانية في آب/أغسطس 1939. وتحت الاحتلال السوفيتي، بقت العائلة في منزلها واستمر والد شارلين في التدريس. وفي حزيران/يونيو 1941 قام الألمان باجتياح الاتحاد السوفيتي، وقاموا باعتقال والد شارلين بعد أن احتلوا المدينة. ولم تره مرة أخرى. وتم إجبار شارلين وأمها وأختها على العيش في حي لليهود قام الألمان بتأسيسه في هوروشوف. وفي عام 1942، فرت شارلين وأمها من حي اليهود بعد سماع شائعات تقول أن الألمان على وشك تدميره. وحاولت أختها الاختباء وحدها، ولكن لم ترد أية أخبار عنها مرة أخرى. وقامت شارلين وأمها بالاختباء في الأحراش التي تنموا على حافة النهر، وكانوا يتجنبوا أن يتم كشفهم عن طريق الغطس في المياه لبعض الوقت. لقد قاموا بالاختفاء لعدة أيام. وذات يوم، استيقظت شارلين لتجد أمها قد اختفت. ونجت شارلين بنفسها في الغابات القريبة من هوروشوف، وتم تحريرها بواسطة القوات السوفيتية. وفي آخر الأمر هاجرت إلى الولايات المتحدة.
المصدرالهولوكوست