حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

"أعداء الدولة"

على الرغم من أن اليهود كانوا هم الهدف الرئيسي من الكراهية النازية، إلا أنهم لم يكونوا المجموعة الوحيدة التي تتعرض للاضطهاد. فقد اعتُبرَ أفراد ومجموعات أخرى "غير مرغوب فيهم" و"أعداءً للدولة". فبمجرد إخراس أصوات المعارضين السياسيين، صعّد النازيون من أعمالهم الإرهابية ضد "الدخلاء" الآخرين

داخاو، ألمانيا، في الفترة ما بين أعوام 1933 و1940

سجناء يحملون أحواضًا في محتشد اعتقال داخاو

فقد استهدف النازيون الرومانيين (الغجر)، مثلهم مثل اليهود، باعتبارهم "غير آريين" و"أقل شأنًا" عرقيًا. وقد عاش الرومانيون في ألمانيا منذ نهايات القرن الرابع عشر وواجهوا تحيزًا هناك لعدة قرون. كما كانوا ضحايا للتمييز العنصري طويلاً قبل عام 1933. وتحت حكم النازيين، تم تجميع العائلات الرومانية (الغجرية) التي تعيش في المدن الرئيسية، وتم أخذ عينات من بصمات أصابعهم، وتصويرهم، ثم أُجبروا على العيش في محتشدات خاصة تحت حراسة الشرطة
وأصبحت جماعة شهود يهوه، وهم أعضاء مجموعة مسيحية صغيرة، ضحايا ليس لأسباب عرقية وإنما بسبب معتقداتهم. إذ أن معتقدات الشهود قد منعتهم من الالتحاق بالجيش أو إظهار الطاعة لأية حكومة من خلال تحية العلم، أو رفع أسلحتهم في تحية "يحيا هتلر" في ألمانيا النازية. وبعد أن وصل هتلر للسلطة بوقت قصير، أُرسل الشهود إلى محتشدات الاعتقال. أما الذين ظلوا أحرارًا فقد فقدوا وظائفهم، وأصبحوا يعانون من البطالة، وفقدوا الخدمات الاجتماعية، وكافة الحقوق المدنية. إلا أن الشهود، رغم ذلك، استمروا في الاجتماع، والتحدث وتوزيع الكتيبات الدينية

لاكينباخ، النمسا، عام 1940—1941
الاصطفاف للمناداة على الأسماء في محتشد اعتقال للرومانيين (الغجر)

وأصبح المثليون ضحايا للنازيين بسبب سلوكياتهم. فقد أظهر النازيون علاقات المثليين على أنها سلوكيات "غير سوية" و"غير رجولية"، وأنها بعدم إنتاجها نسلاً، تهدد السياسات النازية التي تشجع زيادة نسل "الآريين". وبعد استيلاء هتلر على الحكم بقليل، بدأت قوات العاصفة (جيش الإنقاذ)، في شن غارات على نوادي المثليين. وتم القبض على كثير من المثليين وسجنهم في معسكرات الاعتقال. وكان في هذه المجموعة عشرات المراهقين

تواريخ هامة

24 يونيو عام 1933
حظر نشاط جماعة شهود يهوه في بروسيا

حظرت الحكومة النازية في بروسيا، أكبر حكومة ولاية في ألمانيا، نشاط جماعة شهود يهوه. فقد رفض شهود يهوه تأدية تحية "يحيا هتلر"، كما رفضوا الخدمة في الجيش الألماني بدايةً من عام 1935. وبدأ النازيون في عمليات الاعتقال الجماعي لشهود يهوه في عام 1936. وتم سجن الكثير من الشهود في محتشدات الاعتقال، وكانوا يتواجدون في كل محتشد رئيسي تقريبًا. وعمومًا، رفض شهود يهوه التخلي عن قناعاتهم، حتى وإن كان ذلك مقابل إطلاق سراحهم من المحتشدات من خلال التوقيع على إعلان يقضي بالتخلي عن معتقداتهم

28 يونيو عام 1935
النازيون يغلظون القانون ضد المثليين

اضطهد النازيون الذكور المثليين الألمان، الذين اعتُبر توجههم الجنسي عائقًا للحفاظ على الأمة الألمانية. ففي 28 يونيو عام 1935، غلظت الدولة النازية الفقرة 175 من قانون العقوبات الألماني، فقضت بأن مجرد الصداقة بين الذكور المثليين يعتبر جريمة. وتم ترحيل المثليين "المزمنين" إلى السجون والمعتقلات؛ وتمت إعادة البعض إلى المعسكرات فيما بعد. وعانى ما بين 5000 إلى 15000 مثلي، معظمهم من الألمان والنمساويين، من السجن في محتشدات الاعتقال، حيث اضطروا إلى ارتداء رقعة مثلثة الشكل زهرية اللون لتمييزهم على أنهم مثليون

18 أغسطس عام 1944
إعدام زعيم الحزب الشيوعي في محتشد بوخينفالد


تم إعدام إرنست ثايلمان، زعيم الحزب الشيوعي الألماني منذ عام 1925 والمرشح الأسبق لمنصب الرئاسة الألمانية، في محتشد بوخينفالد. فقد لقي مصرعه على أيدي حراسه من القوات الخاصة أثناء غارة جوية على مصنع مجاور. وتم القبض على ثايلمان بعد الحريق الذي دمّر مبنى الهيئة التشريعية للرايخ (البرلمان الألماني) في عام 1933. وقضى نحو ما يزيد على 12 عامًا في المحتشدات. وقد كان الشيوعيون، والديمقراطيون، وأعضاء النقابات التجارية من بين المجموعات الأولى التي تعرضت للاضطهاد على أيدي النازيين
شهادة مصورة

فرانز وولفارت
ولد في: 1920, كوستنبرج-فيلدن، النمسا

يصف السجن في جراتس في حديث صحفي: 1989



نص الحديث

تم نقلي بعد ذلك إلى السجن للتحقيق معي. ومن هناك، تم نقلي إلى موقع "الجيستابو" في جراتس — حوالي 60 أو 70 كيلومتر، كيلومتر — في المدينة العاصمة ستيريا. وهناك، قام رجال قوات البوليس السري النازي (الجيستابو) بتهديدي: "سترى ما سيحدث لك، إذا اتخذت موقفًا معاديًا للدكتاتورية!" وتم اتهامي بأنني أضعف معنويات المجندين الجدد نتيجة لإعلاني لبيانات بأنني لن أعطي القسم أبدًا لصالح هتلر (الديكتاتور الطاغية)، وأنني لن أقاتل لصالحه مطلقًا، وأنني لن أقوم بارتداء الشارات النازية أبدًا، وأنني أفضل الموت على خدمة هتلر. ولهذا السبب، امتثلت أمام محكمة خاصة تتكون من ثلاثة قضاة. وقد قاموا بتكليف محامٍ كان من المفترض أن يدافع عني. ولكنه قال لي، "ماذا أفعل إذا لم تستسلم؟" كما تعلم، لن تكون هناك فائدة كبيرة." وعندئذٍ كان حكم القضاة يعتمد على معتقداتي. وقال لي أحد القضاة "نحن نحترم موقفك"، ولكن بسبب الوضع الذي تعيش فيه ألمانيا الآن، فإن البيانات التي تلقيها أمام المجندين الجدد لها أثر بالغ الضرر. ولهذا يجب أن نحكم عليك بقضاء خمس سنوات من الأشغال الشاقة."
كان فرانز وأسرته من "شهود يهوه". وقد قامت ألمانيا بضم النمسا في عام 1938. وبعد بدء الحرب العالمية الثانية، تم إعدام والد فرانز لأنه، كأحد شهود يهوه، كان معارضًا للحرب. وفي عام 1940، رفض فرانز المشاركة في التدريب العسكري ورفض تحية العلم النازي. ولهذا تم إلقاؤه في السجن والتحقيق معه عن طريق الجيستابو (البوليس السري الألماني) في جراتس، وتم الحكم عليه بخمسة أعوام من الأشغال الشاقة في أحد المحتشدات بألمانيا. وقد تم إطلاق سراح فرانز عن طريق القوات الأمريكية في عام 1945.

قصص شخصية


فريدريك باول فون جروزتسهيم

ولد في: 27 أبريل، 1906, ليوبيك، ألمانيا


ولد فريدريك باول في مدينة لوبيك التجارية القديمة في شمالي ألمانيا. وكان في الحادية عشرة من عمره عندما قتل والده في الحرب العالمية الأولى. وبعدما توفيت والدته، قامت عمتاه العجوزتان بتربيته هو وأخته إينا. بعد تخرجه من المدرسة، تدرب فريدريك باول ليكون تاجرًا.
1933-39: وفي يناير من عام 1937، ألقت القوات الخاصة الألمانية القبض على 230 رجلاً في لوبيك بموجب المادة 175 من القانون الجنائي الذي قام النازيون بتعديله، والذي يقضي بتحريم الشذوذ الجنسي، وقد تم سجني لمدة عشرة أشهر. استخدم النازيون المادة 175 كأساس لشن عمليات إلقاء القبض بصورة كبيرة على الشواذ جنسيًا. وفي عام 1938 تم إلقاء القبض عليّ مرةً أخرى، وتم إذلالي وتعذيبي. وأخيرًا أطلق النازيون سراحي، ولكن بشرط أن أوافق على أن يتم إخصائي. وخضعت للعملية.
1940-44: وبسبب طبيعة عمليتي هذه، تم رفضي "كغير لائق بدنيًا" عندما ذهبت إلى الخدمة العسكرية في عام 1940. وفي عام 1943، ألقي القبض علي مرة أخرى، هذه المرة بسبب مناصرتي للملكية، حيث كنت أؤيد القيصر ويليام الثاني السابق. قام النازيون بسجني كسجين سياسي في ملحق لمحتشد الاعتقال نيونجام في ليوبيك.
وبعد الحرب، استقر فريدريك باول في هامبورج.

بيرتهولد ميويز

ولد في: 19 أغسطس، 1930, بادربورن، ألمانيا

كان بيرتهولد طفلاً وحيدًا. وقد تربى في بادربورن، وهي مدينة في إقليم كاثوليكي في ألمانيا الغربية. وكانت بادربرون قريبة من باد ليبسبرينج، حيث كانت هناك طائفة شهود يهوه تنشغل بالأعمال التبشيرية. وابتداءً من عام 1933، اتجه النازيون إلى تحريم أنشطة شهود يهوه.
1933-39: وعندما كنت في الرابعة من عمري، أصبح والدي من شهود يهوه وبدأت في حضور اجتماعات الإنجيل السرية معهم. وبدأت في مدرسة عامة عام 1936. وألقي القبض على والدتي في عام 1939 وتم إرسالها إلى معسكر الاعتقال في رافنز بروك. وعندما كنت في التاسعة من عمري، أرسلني والدي للعيش مع عمي في برلين، وعلى الرغم من ذلك، وبعد مرور ثلاثة شهور أجبر والدي على تسليمي إلى السلطات. وبعد ذلك، سجن والدي لرفضه الخدمة في الجيش.
1940-44: وأرسلني الألمان للعيش مع زوجين لم يرزقا بأطفال وكان لديهما مزرعة صغيرة. وفي الصباح كان علي الذهاب إلى المدرسة ثم بعد ذلك أقوم بالعمل في المزرعة. وكان يمكنني كتابة خطاب واحد كل ستة أشهر إما لوالدتي أو لوالدي. ولكن في عام 1943 تم منعي من كتابة المزيد من الخطابات لوالدي. وكنت فقط آمل وأصلي من أجل أن يكونا على قيد الحياة. وبالرغم من أنه لم يكن لدي أي وسيلة اتصال بشهود يهوه، إلا أن إيماني بيهوه وبتعاليم الإنجيل ساعداني على التغلب على وحدتي وشكي.
وتم جمع شمل بيرتهولد بوالديه في عام 1945 عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، ومعًا استأنفت العائلة حياتها كشهود يهوه. وانتقل بيرتهولد فيما بعد إلى الولايات المتحدة.