حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

الديكتاتور في مواجهة الشباب

الديكتاتور في مواجهة الشباب: دروس من كتاب القمع

أصواتهم هي أول ما يرتفع للمطالبة بحقوق الشعوب؛ أعمارهم هي أول ما يُهدر بالقتل أو السجن؛ أجسادهم هي أول ما يقف في وجه الديكتاتوريين. الشباب دائمًا هم عصب الثورة وحركات التحرر، لذا فلا يهنأ مستبد بحُكم أو سيطرة على بلدٍ قبل أن يعمل على إخماد نشاطهم وأصواتهم.
الحركات الطلابية



طلاب المدارس والجامعات يقفون عادةً في قلب الحركات المُطالبة بالحقوق والحريات؛ وعند قيام ثورة أو انتفاضة، فإن الطلبة يكونون أول من يخاطرون بمستقبلهم وحياتهم.
في عام 1967، صعد إلى حُكم اليونان مجلس عسكري بقيادة الكولونيل «جورج بابادولوس» الذي عيَّن نفسه رئيسًا للوزراء. بدأت معاداة الحكومة العسكرية للشباب مبكرًا؛ فوسط التطوُّرات السياسية في نظام الحكم والأحزاب والدستور، وتصاعُد الاعتقالات السياسية، كانت الحركة الطلابية هي المعارض الأول للديكتاتورية العسكرية؛ مما جعل المجلس العسكري في عامه الأول يقرر منع انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات، وفرض التجنيد الإجباري على الطلبة، وفرض طلبة غير منتخبين لقيادة اتحاد الطلاب الوطني، كما أعلنت الحكومة عدة إجراءات أخرى مثل منع الشعر الطويل، وبعض أنواعٍ من الموسيقى اليونانية والغربية.
في عامها الأخير، قمعت الديكتاتورية العسكرية في اليونان تظاهرةً طلابية احتل فيها طلبة الجامعة أحد المباني، وأطلقوا إذاعة راديو بدائية تثير الجماهير والعمال، وتطالب بالديمقراطية؛ فاقتحمت قوات الجيش مبنى الجامعة وقتلت 37 من الطلاب في يوم 17 نوفمبر 1973؛ وما يزال هذا اليوم يومًا وطنيًّا لإحياء ذكرى الطلاب، تتعطَّل فيه المدارس والجامعات في اليونان.
في الأرجنتين أيضًا اقتحمت الشرطة جامعة العاصمة «بوينس آيرس» في عهد الحكومة العسكرية، كما دكَّت الشرطة جامعة «أسونسيون» في باراجواي عام 1972.
النشطاء السياسيين



تأتي الكثير من الانقلابات العسكرية وفترات صعود الأنظمة القمعية في ظل نشاط سياسي كبير يقوم عليه الشباب الذين يطالبون بحاضرٍ ومستقبلٍ أفضل لبلادهم. قد لا تلجأ هذه الأنظمة إلى قمع الشباب والنشطاء مباشرةً بعد صعودها إلى الحكم، لكنها لا تصبر طويلاً على حركتهم أو مطالبهم.
من مصر إلى إندونيسيا، لا يلبث النظام أن يثبت أقدامه حتى يتخذ خطوات قانونية وعملية لقمع النشاط السياسي. في مصر، صدر في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي جاء بعد إطاحة القوات المسلحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، قانون التظاهر، الذي ما تزال نصوصه تطال المئات من الشباب والنشطاء السياسيين من مختلف التوجهات السياسية بدعوى التحريض على التجمهر أو تنظيم تظاهرة بغير تصريح، وحُكم على العديد منهم بالحبس.
في إندونيسيا، تحت حكم الجنرال «سوهارتو»، اعتقل النظام المئات من النشطاء السياسيين لفترات تتراوح بين 8 أشهر و13 سنة، وشهدت السجون حالات تعذيب وقتل.
ولا يقتصر الأمر على الاعتقال أو الحبس، فعادةً ما يصاحب تحجيم النشاط السياسي للوجوه المعروفة من الشباب اتهامات بالخيانة أو العمالة أو الشيوعية، مثلما حدث في إندونيسيا في عهد «سوهارتو»، لتبرير التنكيل بهم.
الفنون والأدب

مثلهم مثل باقي المعارضين، حصل الشباب على نصيبهم من القمع تحت الحكم العسكري في الأرجنتين بين 1976 و1983. كانت الممارسة الأسوأ في هذه الفترة هي الاختفاء القسري الذي راح ضحيته حوالي 30 ألف أرجنتيني لم يُستدل على أماكنهم، كان 67% منهم من الشباب بين 18 و30 عامًا.
لكن النظام العسكري في الأرجنتين فرض رقابة صارمة على الفنون والآداب التي كان يلجأ إليها الشباب وسيلة للتعبير عن الغضب أو المعارضة. منعت الحكومة الكثير من الكتب، والصحف، وأنواع الموسيقى، والإذاعات، ووضعت الكثير من المثقفين في «قوائم سوداء»، بالإضافة إلى اشتراط الحصول على تصريح لإنتاج الفنون، ومنع الكثير من الفنانين من إنتاج أعمال أو تقديم عروض.
في البرازيل أيضًا فرضت الحكومة بعد الانقلاب العسكري في عام 1964 رقابة على كافة أنواع الفنون، والإعلام المسموع والمقروء والمرئي. طُرد الكثير من الفنانين إلى المنفى أو مُنعوا من الغناء، وسيطرت السلطة على وسائل الإعلام؛ وشجَّعت المواطنين على الإبلاغ عن المواد الفنية التي يرون أنها يجب أن تُمنع. لكن ذلك لم يمنع من صعود حركة فنية شديدة الحيوية عُرفت بـ«الازدهار الموسيقي البرازيلي»، كانت تُعد متنفسًا للفنانين والمعارضين.
عسكرة المدارس والجامعات
يردد الكثير من الديكتاتوريين أنهم يحتاجون إلى الشباب في بناء الوطن، لكن أي نوعٍ من الشباب؟
عملت الديكتاتوريات التي طرحت نظامًا أيديولوجيًّا أو سياسيًّا شاملاً على تحويل المجتمع كله إلى هذا النظام، والمؤسسات التعليمية كانت هدفهم الأول. لا يختلف الحال كثيرًا بين ألمانيا النازية، وإيطاليا الفاشية، وروسيا الشيوعية؛ فجميعهم حوَّلوا نظام التعليم إلى أداة لـ«غسيل المخ» بشأن القضايا السياسية ونظام الحكم.
ولم يكُن التعليم فقط وسيلةً لإعداد الأطفال والشباب فكريًّا ليكونوا «مواطنين صالحين» من وجهة نظر النظام، بل أنشأت هذه الديكتاتوريات تنظيمات شبه مسلحة موازية للجيش، يدخل الأطفال والشباب في صفوفها كي يتلقُّوا تدريبات بدنية وإعداد فكري قبل التحاقهم بالجيش.
المناهج التعليمية أيضًا تشهد تغييرات جذرية في روايتها للتاريخ وغرسها للقيم الأخلاقية والسياسية عند صعود ديكتاتور إلى الحكم. 

اقرأ : 
       اشخاص غرسوا الديكتاتورية في التعليم: هتلر وموسوليني وستالين