حكم الماني فاحش وجبان في منتهى الظلم والعنصرية يفضح هنا لاول مرة رغم محاولات المخابرات الالمانية بمساعدة المغربية وسحرتها وبلطجيتها سنوات وليزالون منع ايصال هذه الحقيقة

العبودية في ألمانيا

العبودية ما زالت سائدة في ألمانيا
مغامرات وولراف تهزّ الرأي العام الألماني


  • أهم كتاب صدر في ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كتابه "في الحضيض" الذي ترجم إلى عدة لغات وبيع منه 30 مليون نسخة في أنحاء العالم ولا يزال حتى اليوم مادة دسمة عند الحديث عن عداء الأجانب من قبل فئات متطرفة من الشعب الألماني
  • غونتر وولراف امتهن "صحافة الفضح" على أساس كشف الظلم والعنصرية
  • يطالب بتعليم "الشجاعة الأدبية" في المدارس وتعليم الطلاب احترام الثقافات الأخرى
برلين ـ سمير عواد :
مرة جديدة ظهر له عمل جديد أثار جدلاً واسعًا في ألمانيا مثلما أثارت أعماله السابقة جدلاً مماثلاً.  هذه المرة تحدّث الصحفي الألماني المتخصص بالكشف عن الفضائح عن تجربته الشخصية بعد أن أخفى شخصيته كما يفعل دائمًا وكشف عن الظلم الذي يُعاني منه العاملون في قطاع نقل طرود البريد وقال إن الطريقة التي يُعاملون بها من قبل الشركات توحي أن العبودية ما زالت سائدة في ألمانيا.
وقال وولراف البالغ 69 عامًا من العمر في تقريره التلفزيوني المطول الذي بثّته القناة التجارية rtl أنه تبين من التحقيقات التي قام بها أن ظروف العمل في هذا المجال صعبة للغاية علاوة على أن العاملين يحصلون على أجر زهيد جدًا وأوضح أن استغلال العاملين جزء من نظام قائم على الظلم.             واختار وولراف في مغامرته الجديدة شركة نقل طرود البريد في أوروبا gls التي يقع مقرها في أمستردام/هولندا ودامت التحقيقات التي قام بها بضعة أشهر تمكن خلالها من تصوير مقابلات مع مجموعة من العاملين المظلومين وإعداد مادة للتلفزيون الألماني وللصحيفة الأسبوعية "دي تسايت" التي تصدر في مدينة هامبورغ. وذكر فالراف أن كثيرين من السائقين الذين يقضون ساعات طويلة وراء المقود في رحلات سفر بعيدة يحصلون على أجر زهيد من الشركات مما دفع الكثير منهم إلى الوقوع في فخ الديون من أجل ضمان تكاليف العيش لعائلاتهم بينما شركة gls تحصد الأرباح.
وكشف وولراف أنه أخفى شخصيته مما ساعده في العمل في عدة أماكن في الشركة المذكورة وتبين له بشكل جلي أن الشركة تستغل العاملين إلى أقصى حد وتدفع بهم إلى الإفلاس أو الاستسلام والفرار إلى فخ البطالة وما يرافق ذلك من إرهاق نفسي وخسائر مالية.
وأضاف: لم تكن الشركة تسمح للعاملين الحصول على استراحة ونتيجة لإجبار العاملين بمن فيهم السائقون على العمل ساعات طوالاً كان الفرد منهم يحصل على ساعات من النوم لا تزيد على خمس مما له أثر على قدرتهم على التركيز عند قيادة العربات حاملين طرود البريد من موقع لآخر لمئات أو أكثر من الكيلومترات ليلاً ونهارًا بغض النظر عن حالة الطقس.
وتناول وولراف سوء معاملة العاملين وقال إنه صُعق حين علم أن الشركة لا تدفع أجور العاملين لأول ساعتين عندما يستلم العمال في الخامسة فجرًا طرود البريد ووصف هذه المعاملة بأنها فضيحة وهي أقرب إلى العبودية وهذا يحدث في ألمانيا في عام 2012.
والرسالة الرئيسية التي أراد وولراف إيصالها إلى المسؤولين والرأي العام في ألمانيا أن الشركات الألمانية تستغل وضع البطالة وتدفع أبسط الأجور للذين يُجبرون على العمل بهذه الوظائف ويدفعون ما بين ثلاثة وخمسة يورو لقاء ساعة العمل وحسب أقواله فإن شركة gls لها 210 آلاف زبون في أنحاء أوروبا منهم 40 ألف زبون في ألمانيا، ليست الشركة الوحيدة التي تعمل بهذا الأسلوب الاستغلالي للبشر.
بهذا الفيلم أضاف وولراف عملاً جديدًا في أرشيفه وحافظ على سمعته كأكثر صحفي وكاتب في ألمانيا تثير أعماله جدلاً باستمرار وغالبًا ما تنظر بها المحاكم.
 وولراف يحاول دائمًا أن يكشف في أعماله عن الظلم والعنصرية وكانت البداية تقمصه شخصية التركي علي سينيرليوغو، وهو عامل بسيط في ألمانيا كان يقوم بأعمال لا يقوم بها ألمان وجمع وولراف مادة دسمة حول التجارب التي مرّ بها كتركي لمدة عامين كاملين انتهت في كتاب عنوانه "في الحضيض" أثار مناقشات واسعة في ألمانيا وتُرجم إلى عدة لغات بينها العربية والتركية بيع منه 30 مليون نسخة في أنحاء العالم ولا يزال حتى اليوم مادة دسمة عند الحديث عن عداء الأجانب من قبل فئات متطرفة من الشعب الألماني.
يلتزم وولراف بشجاعة أدبية نادرة وهذا ما يميزه عن سواه من الصحفيين والكتاب الألمان.               في 21 أكتوبر 1985 هزّ الرأي العام الألماني بكتابه "في الحضيض" وكان قبل ذلك قد بدأ جمع معلومات دوّنها في هذا الكتاب الذي هو مذكرات يومية لكل ما واجهه فالراف في شخصية العامل التركي البسيط علي سينيرليوغو. وقام بتغيير مظهره وحوّل عيونه الخضراء إلى عيون سوداء وضع باروكة سوداء وبعض المكياج الذي حوله إلى تركي وزجّ نفسه في عالم الألمان ومجتمع البلد الذي يعيش فيه ولا يعطي العمال الضيوف حقهم في الاحترام وبدأ في مارس 1983 التحقيقات وهو منتحل شخصية علي ليكتب عن تجاربه وتحدّث بالتفصيل عن الشركة التي كانت تعيره للقيام بمهام لا يقوم بها ألماني مثل تنظيف المراحض كما عمل في شركة "تيسين" وفي محل الهمبورغر"مكدونالد" وقال إنه كان يضطر أحيانًا للعمل ما بين 16 و24 ساعة ودون توفر شروط الوقاية وأن هذا لم يكن مهمًا لأنه تركي ولو كان ألمانيًا لاختلف الوضع. في الأسابيع الستة الأولى التي تلت صدور الكتاب بيع منه مليون نسخة وباشر المدعي العام التحقيق في الاتهامات التي وجهها وولراف في الكتاب لعدد من الشركات بينها شركة "تيسين" بسبب إهمالها تأمين شروط الوقاية للعمال الأجانب الذين يعملون لها.
بعد نشر أهم كتاب صدر في ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح وولراف واحدًا من أبرز الصحفيين الألمان ولا يظل مخلصًا لأسلوب التخفي عند جمع معلومات صحفية لكتاب جديد حيث اعتاد على أن يهزّ المجتمع الألماني بكل كتاب يطرحه. ولد غونتر فالراف بتاريخ 1 أكتوبر عام 1942 في بلدة"بورشايد" الواقعة على نهر الراين. كان في طليعة الألمان الذين نادوا بحقهم القانوني بعدم تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية التي ألغيت قبل مدة قصيرة ورغم رفضه اضطر لتأدية الخدمة العسكرية.
 بدأ يهتم بأسلوب الشجاعة الأدبية والتخفي في عام 1969 عندما أعدّ ريبورتاجات بعد انتحاله عدة شخصيات منها: شخص مدمن على الكحول، ومشرد وعامل بسيط في شركة للمنتجات الكيماوية. سافر في عام 1974 إلى اليونان وكان هذا البلد يخضع إلى حكم العسكر وحين كان وولراف في إحدى الساحات بالعاصمة أثينا هتف ضد انتهاك حقوق الإنسان مما أدّى إلى اعتقاله وتعرّض إلى التعذيب حيث لم يكن يحمل أوراقه الثبوتية ولم يكشف أنه أجنبي وبعدما اتضحت هويته الحقيقية حُكم عليه بالحبس 14 شهرًا لكن تم الإفراج عنه بعد مدة قصيرة لأنه من حسن حظه انتهى عهد العسكر.
في عام 1977 عمل أربعة أشهر كمحرر في صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار وهناك انتحل شخصية هانز إيسر وفي كتابه حول هذه التجربة كشف أسلوب الصحيفة في ابتكار الأخبار لمجرد بيع أكبر عدد من النسخ واعتمادها على الكذب. واتهم الصحيفة بنشر ما دمر حياة الكثير من الناس حيث قام بعضهم بالانتحار.
بعد ذلك بدأ وولراف يصوّر تجاربه ليحوّلها إلى كتب وأفلام وفشلت في عام 2003 محاولة تنظيم احتجاجات في موسكو بسبب حرب الشيشان عندما منعته السلطات الروسية من دخول أراضيها وكان معه نوربرت بلوم وزير العمل الألماني في حكومة المستشار السابق هيلموت كول وروبرت نويدك مؤسس منظمة المساعدات الإنسانية"كاب أنامور".
وتعرّض وولراف إلى انتقادات واسعة وصلت إلى حد الشتم ونشأت شبكة واسعة من الأعداء وتنعته صحيفة "بيلد" إلى اليوم بقلم الشر. وقال في مقابلة صحفية جرت مؤخرًا معه إن أسلوب الشجاعة الأدبية الذي أوجده ينبغي أن يتم تعليمه في المدارس وأن يجري أيضًا تعليم طلبة المدارس على احترام الثقافات الأخرى وحقوق الأقليات، وقال إنه يقوم باستمرار بزيارة مدارس والحديث مع الطلبة حول التجارب التي عاشها وكتب عنها. والجدير بالذكر أن نشر كتاب "في الحضيض" فتح عيون الألمان على حقيقة أن العمال الأجانب في بلادهم يتحملون الكثير لغاية الحصول على القوت لإطعام عائلاتهم في بلادهم الأصلية.
وبينما يوصف وولراف من قبل الخصوم بأسوأ النعوت فإنه يحظى في الخارج باحترام كبير لأنه يكشف عن التقصير في المجتمع الألماني. في فيلمه "أبيض على أسود" انتحل شخصية صومالي يدعى كوامي أغونو وأثار كعادته الكثير من الجدل بعد أن قام لمدة عام بهذه الشخصية وكشف عن تفشي العنصرية في ألمانيا حيث لاقى صعوبات بالغة وتعجيزات حين حاول العثور على شقة لاستئجارها كان يتم رفضه دائمًا بسبب لون بشرته.
 واعترف مخرج الفيلم باغونيس باغونكيس أنه صُدم خلال تصوير الفيلم نتيجة الانتشار الواسع للعنصرية في ألمانيا وصعوبة أن يعيش شخص أسود في هذا البلد حيث من المستحيل الحصول على شقة للإيجار أو وظيفة عمل أو حتى الجلوس في مقهى إلا وخاطبه أحد الأشخاص: أيها الزنجي. وكتبت صحيفة "تايمز" البريطانية أن فيلم "أبيض على أسود" يشكل وثيقة حول تفشي العنصرية في ألمانيا التي يعيش فيها أكثر من 300 ألف من السود بينهم من وُلدوا وترعرعوا في ألمانيا لكن لون بشرتهم يشكل عراقيل كبيرة أمام العيش حياة هادئة والمساواة مع البيض وهو الوضع الذي كان يُعاني منه السود في الولايات المتحدة في عقد العشرينيات حتى ظهور الداعية الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينغ الذي مهّد لوصول باراك أوباما كأول رئيس أسود إلى البيت الأبيض لكن السود في ألمانيا لا يلعبون أي دور في السياسة ولا أحد يتصور أن أحدهم سيصبح يومًا مستشارًا أو رئيسًا للجمهورية.

عنصرية المانيا يفضحها فيلمه السينمائي


قام وولراف بطلاء نفسه باللون الأسود وابتدع شخصية رجل صومالي أسماه كوامي أوغونو لفيلمه الوثائقي "بلاك أون هوايت", الذي بدأ عرضه في دور السينما بألمانيا قبل ايام .
وطوال عام من تنكره في تلك الشخصية, اكتشف أن كل مواقع التخييم والشقق المعروضة للإيجار وفرص العمل موصدة في وجهه لا لشيء إلا للون بشرته.
وقال المخرج باغونيس باغوناكيس إن الفيلم أظهر أن العنصرية متفشية في كل فئات المجتمع بل إن الكثيرين يعتزون بتعصبهم.
وأضاف قائلا "أدركت بعد 14 شهرا كم هي متفشية العنصرية اليوم. ليس العنف الذي نقرأ عنه كل يوم في الصحافة وحده السائد بل العنصرية العادية كذلك".
ومضى إلى القول إنك كأسود لا تعثر على شقة ولا تحصل على وظيفة, وإذا جلست في إحدى الحانات ستجد من ينعتك بالزنجي.
وفي أحد مشاهد الفيلم يخبر أحد الحاضرين بموقع للتخييم وولراف صراحة بأن لون بشرته هو السبب في كونه لن يجد مكانا له ولأسرته هناك.
وأبدى مخرج الفيلم باغوناكيس دهشته لأن الكثيرين لم يجدوا غضاضة في عرض المشاهد التي يظهرون فيها لاعتقادهم بأنهم لم يفعلوا إلا الشيء الصحيح.

هم للاسف يتحدثون عن العدل والمساواة وهم ابعد عن ذلك بكثير